قال اللواء بحرى اح م محمود متولى زميل كلية الدفاع الوطني: إن قوة الدولة فى البحر تقاس بما تمتلكه من أساطيل تجارية وصيد وسفن وأبحاث وحفارات ومنصات بترولية وأنشطة سياحية وثروات طبيعية وكذلك كل ما يعمل لصالحها بالبر من موانئ ومؤسسات لإعداد الكوادر وترسانات بناء وصيانة وإصلاح السفن وتسهيلات ولوجيستيات، إضافةً للقوات البحرية التى تحمى وتؤمن كل ذلك فى ضوء رؤية القيادة السياسية لتفعيل قوة الدولة فى البحر. وأضاف تعتبرالقوى الشاملة للدولة هى محصلة المقومات المادية والمعنوية، وتنقسم القدرات الشاملة للدولة إلى عناصر مادية (القدرة الاقتصادية – القدره الحيوية – القدرة العسكرية – القدرة السياسية) وعناصر معنوية (الإرادة القومية – الأهداف الاستراتيجية – القدرة الدبلوماسية). جاء ذلك خلال اللقاء الشهري للصالون البحري المصري والذي ناقش قوة مصر فى البحر، تحدث عنها اللواء بحرى محمود متولى زميل كلية الدفاع الوطنى والخبير العسكري والاستراتيجى، ويتحدث اللواء بحرى شرين حسن وكيل أول وزارة النقل ورئيس قطاع النقل البحرى الأسبق عن تاريخ مصر من المنظور البحرى و"قائع أهملها المؤرخون"، كما يتحدث الدكتور محمد على إبراهيم عميد كلية النقل الدولى واللوجستيات عن التجربة الكورية لبناء الأسطول التجارى. وتم خلال اللقاء تكريم لبعض الشخصيات العامة التى تساهم فى تحقيق رسالة الصالون وهم الدكتور عصام شرف، ورئيس الوزراء الأسبق ورئيس اللجنة الاستشارية لمشروع تنمية ممر إقليم قناة السويس، والدكتور عبد الله الأشعل - أستاذ القانون الدولى والعلوم السياسية وأمين عام المجلس القومى لحقوق الإنسان بالإنابه، واللواء بحرى محمد يسرى قنديل المفكر والمؤرخ البحرى والاستراتيجى، والدكتور أحمد تيمورأستاذ الطب والشاعر والأديب الكبير. نظراً للتوافق والتباين بين آراء المفكرين فى التعريفات المختلفة للقوة البحرية وقوة الدولة فى البحر والقوات البحرية، بأن القوة البحرية تتضمن ( الموقع الجغرافى – إنتاجية المجتمع – قوة الدولة في البحر). وأضاف متولي أن البحار على مر التاريخ هي أحد مصادر الخير والتواصل والرخاء، ولقد حرصت معظم الدول والأمبراطوريات القديمة على تعظيم الاستفادة من البحر، وتطويعه واستغلال ثرواته، ويكفى أن نشير أن مايقرب من 95% من حجم التجارة العالمية يتم نقلها بحرًا. كما أن الموقع الجغرافى لمصر يؤثر على قوتها فى البحر ومن ثم على تحديد مصالحها القومية نظرًا لانها دولة ساحلية تقع فى قلب العالم وتمتلك سواحل ومساحات مائية كبيرة وتتحكم وتسيطر على قناة السويس (طريق التجارة العالمية والبترول) وامتداده الطبيعى خليج السويس وكذلك تحكمها فى مضيق تيران المدخل الوحيد لخليج العقبة، يتأثر الدخل القومي لجمهورية مصر العربية تأثراً مباشرًا بما يتعلق بالموارد البحرية بأبعادها المختلفة، فمن وجهة نظر الأقتصاد تعتبر البحار وما تحويه نشاطاً إنتاجياً هاماً حيث يخلق قيما اقتصادية تساعد علي زيادة الدخل القومى للدولة. ومن ثم فإن مكونات قوة مصر فى البحر تنقسم إلى العناصر الآتية: عناصر الثروة المرتبطة بالبحر الموارد الاقتصادية (منصات البترول والغاز – الثروة السمكية– السياحية – قناة السويس) وعناصر حماية الثروة المرتبطة بالبحر القوة العسكرية القوات البحرية، وعناصراستغلال الثروة المرتبطة بالبحروترتبط قوة مصر فى البحر ارتباطاَ مباشرًا بقوى الدولة الشاملة فى علاقة تكاملية تتناسب، وأن الأمن القومى المصرى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقوة مصر فى البحر ومن هنا تنبع أهميه قوة مصر فى البحرحيث تعد قوة الدوله فى البحر إحدى الدعائم الأساسيه التى تؤدى إلى تقدم واذدهار الدولة فى المجالات كافة (أقتصاديًّا سياسيًّا أمنيًّا). ونظرًا لما تتمتع به مصر من موقعا ستراتيجىا فريدا وطول للسواحل وكبر للمسطحات المائية بالإضافة إلى التزاماتها القومية كدول محورية ورائده فى الوطن العربى، تسير على درب التنمية والتقدم وتقابل العديد من التحديات، فإنها تحتاج إلى تفعيل قوتها فى البحر. Comment *