انتقد نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان مقال ( الأقباط وحافة الهاوية ) المنشور في عدد أمس بجريدة الحرية والعدالة وكذلك ترهيب الإخوان للمحكمة الدستورية وهدم مؤسسات الدولة . وقال جبرائيل في تصريحات له اليوم الثلاثاء "يبدو أن الإخوان المسلمين لم يكتفوا بما استحوذوا عليه من معظم مفاصل الدولة المصرية ومن محاولة فرض دستور على الشعب المصري يعكس أطماعهم التوسعية في مشروع الخلافة الإسلامية وفرض نظام (ولاية الفقيه) ولكن يبدو أن الأمر في سبيل ذلك لم يقتصر على حصار المحكمة الدستورية العليا ومنع قضاتها من الدخول اليها وحصار أنصار أبو إسماعيل لمدينة الإنتاج الإعلامي ولكن الأمر استطال لأكثر من ذلك وهو ما قرأناه وسمعناه من الخطاب الذي وجهه مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية الدكتور عصام الحداد للإعلام الأجنبي متعمداً كتابته باللغة الانجليزية ظناً منه أو غباءً أن لا أحد يمكن أن يقرأها إذ حوى الخطاب التشكيك في نزاهة قضاة المحكمة الدستورية العليا واتهام أحكامها بالريبة والشك , بل شكك في ذمة القضاة أنفسهم بأنهم قوى مضادة للثورة" . وأكد جبرائيل أن ذلك يأتي امتداداً لما صرح به الرئيس محمد مرسى نفسه مبرراً وضع إعلانه الدستوري الصادر في 22نوفمبر الماضي ومحصنا قراراته وتأسيسيته المطعون عليها ومجلس شورته ذات 6% ضد رقابة هذه المحكمة ، ومن ثم أراد الحداد أن يلوث سمعة هذه المحكمة العريقة التي توصف بأنها ثالث محكمة على مستوى العالم من حيث الترتيب المهني والقانوني". وأضاف " لم يقتصر الأمر على الدستورية العليا ، فقد خرج علينا الإخوان أمس في صحيفتهم (الحرية والعدالة) لترهب بابا الإسكندرية تاوضروس الثاني تحت عنوان ( الأقباط وحافة الهاوية ) . وتابع جبرائيل أن المقال تضمن تهديداً جاء نصه (تحاول الكنيسة اليوم أن تبني على ما انتهى إليه البابا السابق.. وفي الواقع أن ما تحاول الكنيسة اليوم أن تبني عليه هو شفا جرف هارٍ لا يصلح للتعلية بحال والبابا السابق قد تعاطى مع نظام السادات عشر سنوات انتهت به إلى خارج العرش البابوي أما الثلاثون عاما الأخيرة التي تعايش فيها البابا مع نظام المجرم حسنى مبارك فكانت لها حسابات أخرى إذ كانت عمليات القتل المنظم والاعتقال التي قام بها نظام المخلوع المجرم للإسلاميين قد لاقت استحسانا من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي اختلطت علاقاتها بعلاقة النظام والكنيسة)". وتابع المقال قائلاً : "إن الكنيسة قد وجدت في اعتقال وقتل الإسلاميين أنها تحد من التطرف الدينى الإسلامى وتحد من تطبيق الشريعة الاسلامية" ، وأضافت الصحيفة "واليوم تقف الكنيسة المصرية موقفاً غريباً.. فأول تصريح للبابا الجديد عن الدستور أن مادة به مادة تفصل في معنى الشريعة يقصد المادة 219 بأنها مادة كارثية ورجعية". واختتمت الصحيفة الإخوانية أن ذلك كله ينذر بكارثة حقيقية تحل بالمسيحيين بالدرجة الأكبر وهذا ما يدعو إلى المقاطعة الاقتصادية حسب ما ذكرت الجريدة لشركات ومحال الأقباط جزاء اتحادهم مع الفلول . وعلق جبرائيل على ما ورد بالجريدة قائلاً "رغم ما أوردته صحيفة الحرية والعدالة الناطقة باسم الإخوان وباسم مرشدهم ورغم ما يحمله هذا المقال من ذم وقذف في شخص البابا تاوضروس إلا أن الإخوان على مايبدو ليسوا ضد الكنيسة فحسب وإنما يريدون الوقيعة بين كافة القوى الوطنية ومن بينها الكنيسة". وأضاف :"هذا ليس بغريب .. حتى أن وصولهم إلى الحكم كان بهذه الطريقة خديعة البسطاء وهم يمثلون أكثر من 60 % من الشعب المصري بأن النار في انتظار من يرفض الدستور ومن قبله إعلان مارس لأنه يرفض الشريعة وأن من يقول "نعم" فله الجنة ولكن الإخوان فيما أوردوه في صحيفتهم أمس ضد الأقباط من تهديد البابا ووعيد الأقباط قد تجاوزالخطوط الحمراء" . وأوضح جبرائيل أن المقال السالف ذكره يتضمن جرائم سب وقذف وتحريض حيث تعمد تلويث سمعة البابا الراحل البابا شنودة الثالث الذي عرف بوطنيته وانتمائه للقضية العربية . ولفت إلى تهديد الإخوان للبابا تاوضروس الثانى بقولهم " انظر ما حدث لسلفك البابا شنودة الثالث حين تعاطى مع نظام السادات فأطاح به السادات خارج العرش البابوى ، وعلق جبرائيل على ذلك قائلاً : " أن قرار السادات كان باطلاً وذلك ما أكده القضاء بأن سلطان البابا هو سلطان روحي وليس سلطانا مستمدا من قرارات جمهورية". وأوضح ان هذا المقال ايضا فيما اورده من ضرورة مقاطعة الشركات والمحال المملوكة للأقباط يمثل تحريضا علنيا على محاربة الأقباط في أرزاقهم ، محذراً الإخوان من أن محاولتهم الخبيثة مهما كانت للنيل من الأقباط هي محاولة رخيصة للوقيعة بين الأقباط وشركائهم في هذا الوطن" . البديل - مصر - أخبار Comment *