أثار فيلم قصير حول التحرش فى الأردن يتضمن شهادات لطالبات جامعيات وأشرفت عليه أكاديمية بارزة هى الدكتورة رلى قواس، أستاذة الأدب الإنجليزى ودراسات المرأة فى الجامعة الأردنية، جدلا بين مؤيدين لفضح هذه الظاهرة، ومعارضين اعتبروا أن هذا الفيلم يشكل إساءة للنساء والرجال الأردنيين وتشويها لسمعة الأردن. وعقب طرح الفيلم القصير بعنوان "هذه خصوصيتى" على موقع يوتيوب - أقيلت قواس من منصبها كعميدة لكلية اللغات بالجامعة الأردنية - غير أن الجامعة التى تعرضت لانتقادات من منظمات غربية تتبنى قضايا المرأة - نفت أن يكون القرار بسبب إنتاج هذه الأكاديمية للشريط الذى يناقش قضية التحرش. وفيما يعد التحرش ظاهرة عالمية وقد يكون أحيانا تحرشا نسائيا بالرجال كما تشير بعض الصحف الأمريكية، فضلا عن أفلام هوليوود، باتت بعض وسائل الإعلام الدولية ووكالات الأنباء العالمية تتحدث عن ظاهرة التحرش بالنساء فى مصر أثناء المظاهرات ومن بينهن بعض الصحفيات والمراسلات الأجنبيات مع نشر إحصاءات لمراكز حقوقية تؤكد أن الظاهرة تحولت إلى قضية مهمة رغم الغياب الملحوظ لإحصاءات رسمية فى هذا الشأن. وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن جهود تطوعية لنشطاء من الشباب المصرى ذكورا وأناثا لملاحقة المتحرشين بالنساء فى محيط ميدان التحرير بقلب القاهرة، وردعهم بأساليب غير عنيفة مثل رشهم بطلاء يحمل عبارة "أنا متحرش"، فيما أعادت الصحيفة الأمريكية للأذهان أن التحرش يبقى دخيلا ووافدا جديدا على الشخصية المصرية، "حيث كان الرجال يحترمون النساء دائما". وأفاد تقرير "للمركز المصرى لحقوق الإنسان" فى عام 2008، أن التحرش طال نسبة تربو على 80 فى المائة من النساء، فيما قال الكاتب سمير كرم فى جريدة الشروق إن "الأمر الذى يدعو لأكثر من الدهشة، وربما يصل بنا إلى نقطة الغضب هو أن ظاهرة التحرش فى المجتمع المصرى لقيت اهتماما سياسيا من جانب القوى المعادية لمصر سياسيا وثقافيا". وأضاف: "كأنما وجدت هذه القوى فرصة لا بد من انتهازها والقفز عليها للنيل من الشعب المصرى وإدانته سياسيا وثقافيا وأخلاقيا"، معتبرا أن الأمر يتعلق بالرغبة فى شن هجمة ثقافية عنيفة على الأوضاع فى مصر. ويرى كرم أن التفكير فى الحلول قد أفلت منا بصورة أو بأخرى كما هى العادة عندما ينصب اهتمامنا على واحدة من قضايانا الملحة، وربما يرجع هذا إلى طبيعة المشكلة وصعوبتها وحساسيتها التى تتطلب قدرا من الصراحة الذاتية والموضوعية كثيرا ما يفلت منا. أخبار البديل مصر Comment *