أكدت القوات المسلحة أنها تتابع الأحداث فى الشارع المصري بمزيد من الأسى والقلق من تطورات الموقف الحالى وما آلت إليه البلاد من انقسامات ، وما نتج عن ذلك من أحداث مؤسفة كان من نتيجتها ضحايا ومصابين بما ينذر بمخاطر شديدة نتيجة استمرار مثل هذه الانقسامات، التى تهدد أركان الدولة المصرية ، وتعصف بأمنها القومى . وتابعت القوات المسلحة فى بيانها الصادر، اليوم السبت، أنه تأسيساً على ما سبق، ومن منطلق مسئوليتها الوطنية فى المحافظة على الأمن القومى المصرى تؤكد على ما يلى: 1- إن الشعب المصرى العظيم الذى أبهر العالم بثورته السلمية فى 25 يناير 2011 وفوت الفرصة على كل من أراد أن ينحرف بالثورة عن مسارها السلمى لقادر بوعيه وإدراكه على الاستمرار فى التعبير عن آرائه سلمياً بعيداً عن كل مظاهر العنف التى تشهدها البلاد حالياً. 2- أن منهج الحوار هو الأسلوب الأمثل والوحيد للوصول إلى توافق يحقق مصالح الوطن والمواطنين، وأن عكس ذلك يدخلنا فى نفق مظلم نتائجه كارثيه ، وهو أمر لن نسمح به. 3- تنحاز المؤسسة العسكرية دائماً إلى شعب مصر العظيم وتحرص على وحدة صفِّه، وهى جزء أصيل من نسيجه الوطنى وترابه المقدس ، وتأكد ذلك من خلال الأحداث الكبرى التى مرت بها مصر عبر السنين.. وفى هذا الأطار نؤكد وندعم الحوار الوطنى والمسار الديمقراطى الجاد والمخلص حول القضايا والنقاط المختلف عليها وصولاً للتوافق الذى يجمع كافة أطياف الوطن. 4- إن إختلاف الأشقاء من المصريين بشأن آراء وتوجهات سياسية وحزبية هو أمر يسهل قبوله وتفهمه، إلا أن وصول الخلاف وتصاعده إلى صدام أو صراع أمر يجب أن نتجنبه جميعاً ونسعى دائماً لتجاوزه كأساس للتفاهم بين كافة شركاء الوطن. 5- إن عدم الوصول إلى توافق واستمرار الصراع لن يكون فى صالح أي من الأطراف وسيدفع ثمن ذلك الوطن بأكمله .. وفى هذا الإطار يجدر بنا جميعاً أن نراقب بحذر شديد ما تشهده الساحة الداخلية والإقليمية والدولية من تطورات بالغة الحساسية ، حتى نتجنب الوقوع فى تقديرات وحسابات خاطئة تجعلنا لا نفرق بين متطلبات معالجة الأزمة الحالية وبين الثوابت الاستراتيجية المؤسسة على الشرعية القانونية والقواعد الديمقراطية التى توافقنا عليها وقبلنا التحرك إلى المستقبل على أساسها. 6- أن القوات المسلحة المصرية بوعى وانضباط رجالها التزمت على مر التاريخ بالمحافظة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين وما زالت وستظل كذلك، إلا أنها تدرك مسئوليتها الوطنية فى المحافظة على مصالح الوطن العليا وتأمين وحماية الأهداف الحيوية والمنشآت العامة ومصالح المواطنين الأبرياء.. وفى هذا الإطار نوجه الشكر إلى رجال القوات المسلحة الشرفاء على تحملهم للمسئولية فى تأمين هذا الوطن العزيز بكل صدق وإخلاص وتفانٍ. حمى الله مصر وألَّف بين قلوب رجالها وسدد على طريق الخير خطى أبنائها الشرفاء. Comment *