شن سياسيون ونشطاء هجوما حاد على تصريحات وزير الداخلية حبيب العادلي ، في حواره مع صحفية الأهرام أمس حول مظاهرات 25 يناير وحذروه من التعامل بعنف مع المظاهرات .. وكان العادلي قد قال ” هؤلاء مجموعة من الشباب غير الواعي، وليس لهم تأثير، والأمن قادر على ردع أي خروج أو مساس بأمن المواطن، ولن نتهاون على الإطلاق في حالة المساس بالممتلكات أو الإخلال بالأمن، لكن الشرطة ستقوم بتأمينهم وحمايتهم في حالة إذا كانت تلك الوقفات للتعبير عن الرأي ” . واعتبر سياسيون تصريحات العادلي بأنها تهديد صريح لشباب المتظاهرين ومحاولة لإرهابهم وأشاروا أن مثل هذه التصريحات لن تؤثر على عزيمتهم ولن يثنيهم شيء خاصة أن هذا الشباب يتسم بقدر كبير جدًا من الوعي والنضج وليس كما وصفهم العادلي . وقال الدكتور عبد الحليم قنديل ، المنسق السابق لحركة كفاية ، : ” ستكون غلطة عمر النظام إذا ما تعامل رجال الأمن بعنف مع المتظاهرين لأن ذلك سيشعل غضب المتظاهرين وحتى من لم يتظاهروا ، وأشار إن هذا العنف قد يعجل بنهاية النظام ، وفى كل الحالات ستأتي نتائجه بطريقة عكسية خاصة أنه لم يعد أحد يخاف أي شيء ، والشعب قد ضاق ذرعًا بهذا النظام الذي يتمنى زواله في أقرب فرصه ” . وأشار السفير عبد الله لأشعل ، مساعد وزير الخارجية السابق ، أن العنف والاستبداد لم يجد مع الشعب ولا فائدة منه ، ولا يستطيع أن يحمى أي نظام إلى الأبد ، ولنا في أحداث تونس عبرة حسنة لمن لا يعتبر ، مشيرًا إلى تصريح العادلي فيه إرهاب للشباب لمحاولة إثنائهم عن طريقهم للتغيير لكنهم ماضون فيه بلا رجعة حتى وإن دفعوا ثمن ذلك فادحًا لأن أي تغيير له ثمن فهو لن يأتي على طبقًا من فضة أو ينزل من السماء بل له ضريبة قد تكون باهظة لكن لن يتأخر أحدًا عن دفعها . وأكد لأشعل أن النظام سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أي تعامل أمنى عنيف مع المتظاهرين لأنه يدرك جيدًا أن الشعب واقف على حافة هاوية الصمت والرضا بالأمر الواقع إلا أنه مع أول استفزاز سينفجر وستكون نتائج ذلك لا يحمد عقباها ، مشيرًا إلى أن ما حدث في يوم 6 أبريل 2010 من انتهاكات واعتقال للمتظاهرين شوه جزء كبير من صورته لدى الخارج فقد أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن بالغ استيائها مما حدث . وحذر المستشار محمود الخضيرى ، نائب رئيس محكمة النقض السابق ، النظام من استخدام العنف ضد شباب المتظاهرين مشيرا أنها ستكون فضيحة دولية مدوية له وسينقلب الأمر على النظام وهو ما سيصب في صالح قوى التغيير خاصة أن أنظار العالم كله ستتجه إلى مصر اليوم ، وهذا من الممكن أن يوقظ باقي الشعب ويدفعه للتحرك . وشدّد الخضيرى على أن النظام في حالة قلق وهلع بالغ من مظاهرات 25 يناير خاصة أن الحشد الأمني الذي يقوم به أكبر دليل على خوفه ورعبه ، ومن خلال بعض من أسماهم المأجورين الذين سيقومون بمظاهرات لتأييد الرئيس مبارك ومطالبته بالترشح لفترة سادسة وهؤلاء جزء من أعوان النظام المستفيدين منهم إلا أنهم قلة تبحث عن مصالحها .