احتفت الدورة 12 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بتجربة سينمائية فريدة جسدها المخرج الصيني زهانغ ييمو الذي قدم للفن السابع باقة من الأفلام تعكس رؤية إخراجية مراهنة على جماليات الصورة في المقام الأول. واحتفاءً بعبقرية إخراجية تراهن على جماليات الصورة تسلم المخرج الصيني زهانغ ييمو تذكار التكريم من المخرج الصربي الشهير إمير كوستاريكا رئيس لجنة تحكيم الدورة السابقة لمهرجان مراكش الذي نوه بمسيرة متفردة لمخرج جمع في رؤيته بين القيم الجمالية والأخلاقية والبعد الترفيهي. وقال كوستاريكا: "حينما شاهدت حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية ببكين (التي أشرف عليها فنيا زهانغ ييمو) عرفت أن القرن الحادي والعشرين قد بدأ بالفعل"، في إشارة منه إلى قوة التخيل الإبداعي لمخرج فيلم "عملية جاغوار". من ناحيته أعرب السينمائي الصيني عن سعادته بنيل هذا التكريم لأول مرة في القارة الافريقية. وتم بهذه المناسبة عرض آخر أفلام المخرج وهو فيلم "أزهار الحرب" المستوحى من قصة حقيقية حدثت قبل حوالي سبعين سنة. وأخرج زهانغ ييمو عدة أعمال مهمة بمثابة ملاحم صينية مستوحاة من التراث الإمبراطوري للبلد العريق. ومن خلال أفلام مثل "زوجات وخليلات" و "كيو جو.. امرأة صينية" و"عيش" ثبت المخرج مكانه كمبدع سينمائي كبير استحق التتويج في مهرجانات كبرى وإن تسبب له هذا المجد في مصاعب مع جهاز الرقابة في بلاده. حصدت أفلام زهانغ ييمو العديد من الجوائز الدولية. ففيلم "جو دو"، وهو أول فيلم صيني يرشح لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي سنة 1990 وفيلم "زوجات وخليلات"، نال الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي لسنة 1991 كما رشح بدوره لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. يذكر أن حفل تكريم المخرج الصيني بدأ بلحظة وفاء لروح المبدع الراحل أحمد الطيب العلج الذي وافته المنية الأسبوع الماضي بالرباط عن سن 84 عامًا. Comment *