تعيش البلاد حالة من الانقسام والاستقطاب الحاد نتيجة الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي مؤخراً، والذي أقال بموجبه النائب العام وعين نائباً عاماً جديد وفتح المجال لإعادة محاكمة قتلة الثوار في حال توفر أدلة جديدة، كما حصن بموجبه أيضاً القرارات التي تصدر عنه من الطعن فيها أمام القضاء، الأمر الذي أحدث شرخاً عميقاً في المجتمع المصري، بين معارض في التحرير ومؤيد عند جامعة القاهرة حارت جموع الشعب، وأصبحت البلاد على حافة الهاوية، "البديل" رصدت مواطن النزاع، وأبرز الاختلافات بين المتظاهرين المعارضين للرئيس والمتظاهرين المؤيدين له . فإذا كان المعارضون قد اختاروا التحرير ميداناً لهم ورمزاً للثورة وساحة لمعارضة مرسي، فإن المؤيدين كانوا أيضا قد اختاروا التحرير ساحة لتأييد مرسي، غير أنهم تراجعوا في اللحظات الأخيرة واختاروا جامعة القاهرة، حقناً للدماء بحسب قولهم . فارقاً رئيسياً بين المؤيدين والمعارضين من حيث أن غالبية مؤيدي الرئيس مرسي جاؤا من الأقاليم والمدن القريبة من القاهرة سواء أكان بشكل منظم عن طريق الأحزاب والجماعات المؤيدة للرئيس أو بشكل فردي، فبالجوار من محيط جامعة القاهرة تجد كماً كبيراً من الحافلات و سيارات نقل الركاب القادمة من المحافظات كما كتب على لوحاتها، وكانت من أبرز المظاهرات حضوراً " دمياط والشرقية والفيوم وبني سويف وأسيوط والبحيرة "، على النقيض فإن أغلب المتظاهرين المعارضين للرئيس ينتمون الى محافظتي القاهرة والجيزة . كما أن هناك اختلافا جذرياً في نوعية الهتافات والشعارات والمطالب التي يرفعها المؤيدون وتلك التي يرفعها المعارضون، وإن اتفقت في شكلها وكلماتها أحياناً، فالمتظاهرون في التحرير يهتفون " عيش حرية .. حل التأسيسية " " ثوار أحرار .. هنكمل المشوار " ، " الشعب يريد إسقاط النظام " ، " الشعب يريد إسقاط الإعلان " ، " هما اتنين مالهمش أمان .. السلف والإخوان " ، " ديكتاتور ديكتاتور .. والمرسي عليه الدور " والمتظاهرون عند جامعة القاهرة يهتفون " عيش حرية .. شريعة إسلامية "، " ثوار أحرار .. بنأيد القرار " ، " إسلامية إسلامية .. رغم أنف العلمانية "، " الشعب يؤيد قرار الرئيس " ، " قوة عزيمة إيمان .. المرسي بيضرب في المليان "، كما أن الطرفان يطالبان بحل التأسيسية، ولكن كل يريد الحل على ليلاه، فالمعارضون يطالبون بحلها وإعادة تشكيلها، والمؤيدون يطالبون بحلها وطرح الدستور للاستفتاء . بينما ينتمي جل من في التحرير إلى القوى والأحزاب المدنية، فإن جل من عند جامعة القاهرة ينتمون الى الجماعات والأحزاب الإسلامية Comment *