دخلت أزمة صحفيي جريدة أخبار الأدب منعطفا حادا مساء الأمس، بعد البيان الذى وقع عليه 11 صحفى من الجريدة، طالبوا فيه بإقالة رئيس التحرير مجدي عفيفى، داعين المنتمين إلى الوسط الثقافى بعدم التعاون معه بالكتابة والنشر. وبرر الصحفيون موقفهم، بأن الجريدة تحولت في عهد رئيس التحرير الحالى إلى "بوق لوزارة الثقافة ووزيرها، فضلاً عن أن رئيس التحرير خصص صفحاتها لتكريس وجوده في الساحة الثقافية بعد غيبته الطويلة في الخارج، كما أنه يخلط بين المادة الصحفية والإعلانية". وقال ياسر عبد الحافظ نائب رئيس تحرير أخبار الأدب وأحد الموقعين على البيان: إن أخبار الأدب بدأت تفقد قارئها غير الاعتيادى؛ لأن ما يحاول تقديمه عفيفى على صفحاتها هو مجرد سعى لتشويه الشخصية الأدبية والثقافية التى حظيت بها أخبار الأدب بين حزمة إصدارات أخبار اليوم.. مردفا: إن رؤية رئيس التحرير تحلق حول ضرورة إيصال أخبار الأدب لمستوى القارئ العادى، والنزول من برج الثقافة العاجى إلى الشارع، غافلا عن حقيقة أن أخبار الأدب هى صحيفة متخصصة لها جمهورها الخاص المعني بالأدب والثقافة. وأضاف عبد الحافظ أن رئيس التحرير استغل جريدة أخبار الأدب للترويج لكتاباته, على سبيل المثال.. تخصيص 3 صفحات لعرض كتاب لرئيس التحرير صادر عن هيئة قصور الثقافة, وانتقاء رسائل القراء التي تمدح مجدى عفيفى وتشيد بسياسته التحريرية, ويتم نشر 4 صفحات تغطيتين لندوتين بنادى القصة ومانشيت رئيسى "مجدى عفيفى يدعو لتثوير الواقع الثقافى"! ويسوق عبد الحافظ دليلا على ما ورد بالبيان من اتهام رئيس التحرير بخلطه السياسة التحريرية بالإعلانية فى أخبار الأدب، وهو فرد 8 صفحات تتحدث عن "الثقافة العمانية فى عهد السلطان قابوس"، مضيفا: جميعنا يعلم أن السيد رئيس التحرير قضى وقتا من حياته المهنية يعمل بسلطنة عمان! ليس هذا فحسب، ولكن أيضا يفرد صورة بالقطع الطولى للسلطان قابوس واقفا فى مكتبه ممسكا بكتاب! مستنكرا ذلك بقوله: إن الثقافة فى أبسط تعريفاتها هى ضد السلطة . ثم أوضح ياسر جانبا آخر من الخلاف، وهو ميل رئيس التحرير إلى تبنى أفكار شككت القارئ والمثقف فى توجهات الجريدة، مما حذا ببعض الأسماء الكبيرة التى كانت تكتب فى الأدب إلى العزوف عن الكتابة، حتى معظم مصادرنا الأدبية والثقافية باتت ترفض الحديث لأخبار الأدب بسبب ما طرأ على سياستها التحريرية من تغيرات جذرية شوهت الهوية الثقافية للجريدة! ناهيك عن أقلام مهمة كانت تكتب لأخبار الأدب، منها الدكتور خالد فهمي ووائل عبد الفتاح وغيرهم أوقفوا إرسال مساهماتهم تعبيرا عن عدم ارتياحهم لرؤية التحرير الجديدة، ثم يأتى رئيس التحرير ويعد تقريره الشهرى ليقول إنه نجح فى إقصاء أصوات لا دينية علمانية عن الجريدة وتطهيرها من دنسهم، كما نشرت الصحف!! من جهته أكد مجدى عفيفى رئيس تحرير أخبار الأدب أن صورة اليبان التى بين يديه الآن لم يوقع عليها سوى 4 أسماء من جملة 19 صحفيا بالجريدة مما يشير أن حافزها ضغينة وحقد لا يعلم سببا له، مؤكدا أنه عندما تولى رئاسة تحريركانت له رؤية واضحة بضرورة تطوير وتثوير السياسة التحريرية القديمة البعيدة عن القارئ العادى، وتبني سياسة فتح النوافذ على جميع رياح الفكر، ولكن الزملاء فى الجريدة يريدونها أن تقع على يسار السلطة! وأوضح عفيفى أنه فيما يتعلق بملف الثقافة العمانية، فهو لم يكن موضوعا ترويجيا عن السلطنة كما يقول الزملاء، بل جاء فى إطار رؤية تحريرية اتفق عليها ضمن ملفات "التنوير العربية"، فنتناول ثقافة كل بلد عربى على حده، وقد قدمنا ملفات عن الثقافة الليبية بعد القذافى والثقافة الكويتية فى إطار الأسبوع الثقافى الكويتى. وكذلك ملف عن المثقفين السوريين ومعاناتهم، كما أن الثقافة العمانية كانت تتزامن من ليالى الثقافة العمانية الذى استضافته القاهرة بالتعاون من السفارة العمانية، ولم يكن يخدم أى توجه، ولا يروج لشخص بعينه، مضيفا: أنه يعتب على بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، ومن بينها البديل، التى نشرت التقرير الشهرى الذى أعددته لرئيس مجلس إدارة مؤسسة أخباراليوم على أنى أرسلته لرئيس مجلس الشعب؟! والأدهى أنهم قالوا فيه كلاما على لسانى لم أتطرق إليه وألصقوه بى بهتانا دون بيان، فأنا لا يمكن أبدا أن أتفاخر بإقصاء أي صحفي، ولا أصف التيارات الليبرالية والعلمانية باللادينية! وطالب عفيفى كل من يتهمه بتشويه سياسة تحرير أخبار الأدب أن يعود إلى الأعداد ويجرى عليها تحليل مضمون، ويستقرئ انحيازى لأى تيار كان مضيفا أنه لو كان إخوانيا كما يشاع عنه ويردد البعض منذ توليه رئاسة التحرير، فكيف ينشر ملفا يهاجم دعاة هدم الأهرامات! البديل اخبار/ ثقافة (11 صحفيا يطالبون باقالة عفيفي.. ورئيس التحرير يرد: الموقعون على البيان 4 فقط)..