نشرت مجلة ال "تايم" الأمريكية تقريرًا حول حالة الانقسام والعنف التي تشهدها مصر حاليًّا بسبب الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري الأسبوع الماضي، متسائلة: "هل بدأ مرسي شيئًا لا يستطيع إنهاءه؟ وهل إذا خرج العنف عن السيطرة ستشهد مصر سيناريو عودة الحكم العسكري؟". وقالت المجلة إنه منذ إعلان الرئيس محمد مرسى استيلاءه على سلطات استثنائية مطلقة عن طريق إعلان دستوري جريء، أصبحت مصر متعودة على احتجاجات يومية متنافسة بين المؤيدين والمنتقدين في استعراضات علنية للقوة. لكن يوم الاثنين شهدت البلاد آثارًا جانبية مأساوية للاضطرابات الحالية وهي: جنازات من الجانبين المتنافسين. ففي ميدان التحرير تم تشييع جنازة صلاح جابر، عضو حركة 6 إبريل، الذي توفي متأثرًا بإصابته بطلقات خرطوش خلال الاشتباكات مع الشرطة. وفي مكان ليس ببعيد في دمنهور تم تشييع جنازة إسلام محمود، أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين، الذي لقي حتفه بعد التعرض للضرب على رأسه بحجر خلال اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي هناك. وأضافت المجلة أن الشهداء الاثنين ينتميان لأيديولوجية متناقضة تمامًا في البلاد التي لا تزال تعاني آثار ما بعد مناورة مرسى، مشيرة إلى أنه مع استمرار كلا الجانبين في الدعوة إلى تظاهرات حاشدة، تعد البلاد نفسها للأسوأ. وأوضحت المجلة أن إمكانية العنف الشديد في القاهرة هي في الواقع أمر غير محتمل إلى حد ما؛ وذلك لأن مجموعتي الاحتجاج المتنافستين لا تزالان حتى الآن بعيدتين عن بعضها بعضًا، كما أن الشرطة أقامت جدرانًا إسمنتية حول عدة مداخل لميدان التحرير؛ لتقليل عدد بؤر التوتر المحتملة. وأشارت ال "تايم" إلى أنه خارج العاصمة الوضع أكثر خطورة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مؤيدي ومعارضي مرسى في مدن متعددة على مدى الأيام القليلة الماضية، مضيفى أنه كثيرًا ما تقوم الحشود الغاضبة بمهاجمة المقر المحلي للإخوان أو ذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة. وأضافت: ومع استمرار تصاعد الأزمة، تتشكل خطوط المعركة السياسية القادمة بشكل أكثر تركيزًا. فبالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين، الحليف الرئيسي في هذا النزاع، هناك حزب النور السلفي، وعلى الجانب الآخر هناك ائتلاف متزايد من اللاعبين السياسيين تحت مظلة جبهة الخلاص الوطني، في حين استقال حتى الآن اثنان من كبار مستشاري الرئيس بسبب قراراته. وأشارت المجلة إلى أن الضغوط تتزايد من خارج مصر أيضًا. فيوم الأحد حث السيناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس باراك أوباما ليكون مستعدًّا لاستخدام المعونة الأمريكية السنوية لمصر كنقطة نفوذ للضغط على مرسى. وبسؤاله في قناة "فوكس نيوز" حول إنشاء نظام إسلامي في مصر، أجاب ماكين: "أنا أعتقد أن مصر يمكن أن تتجه نحو هذا المسار. كما يمكن أيضًا أن تعود إلى الحكم العسكري إذا سارت الأمور في الاتجاه الخطأ. كما يمكن أن نرى أيضًا سيناريو يتمثل في حالة من الفوضى المستمرة". واعتبرت المجلة أن إشارة السيناتور ماكين لسيطرة عسكرية محتملة تثير أحد السيناريوهات المتبقية إذا لم يستطع مرسي حل الأزمة، متسائلة إذا خرج العنف عن نطاق السيطرة، هل سيتدخل الجيش؟ وقالت "التايم" إن الجيش حتى الآن لم يتدخل علنًا، موضحة أنه بعد أكثر من عام من إدارته للبلاد، انسحب الجيش بشكل أساسي من الحياة العامة في أغسطس بعد فوز مرسى في معركة الصراع على السلطة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حيث قام بإحالة وزير الدفاع حسين طنطاوي ونوابه إلى التقاعد المبكر. ولكن نمت التكهنات حول موقف الجيش مما يحدث في الوقت الذي فيه طائرات القوات الجوية تحلق على ارتفاع منخفض في مناطق متعددة من القاهرة على مدى عدة أيام. Comment *