لم يمر على التصريحات التى أدلى بها المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وشبه فيها رئيسه المنتخب محمد مرسى، ب"ذى القرنين"، سوى يوماً واحداً، ليثبت بما لا يدع مجالاً ل"الخلط" أنه حقا "ذى القرنين"، حينما أصدر الإعلان الدستورى الجديد، ليحصن تأسيسيته وقراراته من الطعن أمام القضاء. مرشد الجماعة قال فى كلمة ألقاها بمسجد عمرو بن العاص، إن الرئيس مرسى، يشبه "ذى القرنين" الذى قال حين قرر أن يبنى سدا "أعينونى بقوة"، وسخر من بناء السد العالى قائلاً: "ما قالوش قلنا ح نبنى.. وأدينا بنينا السد العالى، وقعدو يغنوا 11 سنة". الرئيس مرسى، أصدر إعلاناً دستورياً يحصن قراراته من الطعن عليها أمام أى جهة، كما حصن مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور أيضاً، وأقال النائب العام، أو باختصار ألغى القضاء تماماً، وهلل أعضاء الجماعة، والتابعين، وكبروا لتلك القرارات، لكنه بذلك يصطدم مع فئات لا حصر لها من المصريين، ويقسم المجتمع، وسيظهر بوادر ذلك خلال الساعات القليلة المقبلة وربنا يستر. أعلن الرئيس مرسى، تعويض المصابين خلال الثورة بتعويض مادى وصرف معاش إلى آخره، إلى جانب طبعاً إعادة المحاكمات لقتلة الشهداء، وبعيدا عن إعادة المحاكمة، أتحدى الرئيس مرسى، أن يقبل واحداً من الذين فقدوا أعينهم فى الثورة، طلباً للحرية، أن يقبل بذلك المعاش وتلك التعويضات، فى مقابل حصولك على صلاحيات إلهية، أنت وجماعتك، وتضربوا بكل الأعراف والسوابق عرض الحائط، فهؤلاء أول من ستجدهم فى الميادين، يطالبون بعزلك على انتهاكك ل"حرمة مصر" بقراراتك، وإن قبلوا بذلك فهنيئاً لهم ذلك التعويض المادى، الذى ضحوا بعيونهم من أجله. أقول للرئيس مرسى، إن الانتصار الحقيقى، والزعامة الحقيقية، هى أن يلتف حولك الشعب بأكمله لبناء وطن يخلوا من الحقد والكراهية، لا أن تصدر قرارات ينزل كل مواطن فى مصر متحفزاً للآخر فى الميادين، أو أن تصدر إعلانات دستورية تدخل دولة أنت حاكمها فى نفق مظلم، لا يعلم أحد كيفية الخروج منه إلا الله. أقول لمرشد الجماعة، إن السد العالى الذى بناه عبد الناصر، بناه لكل المصريين، الذين التفوا حوله جميعاً، باستثناءكم طبعاً لأنكم كنتم وقتها تتآمرون عليه، على اعتبار أن الإخوان يقبلون أن ينزلوا من مرتبة الإخوة إلى مرتبة المصرية. أقول للسيد المرشد، إن السد العالى الذى تسخر منه، يحقق 20 مليار جنيه لخزينة الدولة سنوياً، إضافة إلى أنه قامت على الكهرباء التى ينتجها مصانع تعيش مصر على خيراتها حتى الآن، ناهيك عن مئات الآلاف من الأفدنة التى تحولت إلى مساحات خضراء تنتج خيرا لمصر وأهلها، ليس هذا فحسب، وإنما أمم عبد الناصر قناة السويس، من يد بريطانيا التى أنشأت جماعتكم ولها فضل كبير عليكم، ليبنى من إيراداتها ذلك السد. أقول للمرشد، إن رئيسك مرسى، المنتخب من الشعب، بقراراته تلك، هو حقا مثلما قلت أنت "ذى القرنين"، لكنه يفتح بقراراته تلك يأجوج ومأجوج على مصر، لتأكل الأخضر واليابس الذى ظل المصريون يناضلون من أجله سنوات طوال، وتهدم السد الذى بُنى من إيرادات القناة، التى دفع المصريون دماءهم وكرامتهم بسبب "السُخرة" ثمناً لحفرها، وستصبح مصر وقتها لقمة سائغة لمن شكل جماعتكم وأعوانهم ليفعل بها ما يشاء. Comment *