أجلت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار مصطفي تيرانه، جلسة إعادة محاكمة أحد ضباط أمن الدولة والمحكوم عليه بالسجن المؤبد، وهو النقيب محمود عبدالعليم بتهمة قتل وتعذيب الشهيد السيد بلال، إلي جلسة 20 ديسمبر القادم للنطق بالحكم مع حبس المتهم. وكان محامو المتهم قد تقدموا بطلب لإعادة محاكمة المتهم بعد أن قضت في 21 يونيو الماضي بحبسه وكلا من حسام الشناوي وأسامة الكنيسي وأحمد مصطفى كامل بالسجن المؤبد غيابيا و 15 عاما للمتهم الحاضر محمد الشيمي وشهرته علاء زيدان بعد أن وجهت لهم النيابة اتهامات بقتل الشهيد سيد بلال والقبض عليه بدون وجه حق وتعذيب باقى زملائه والشهود على الواقعة وهتك عرضهم لحملهم على الاعتراف بتفجير كنيسة القديسين. وبدأت المحكمة بإستماع هيئة المحكمة إلي المدعين بالحق المدني والذين طلبوا توقيع أقصي عقوبة علي المتهم لضلوعه في عملية قتل وتعذيب سيد بلال، كما أصرو علي الحكم الصادر مسبقا من المحكمة علي المتهم غيابيا بالحبس المؤبد. واستمعت هيئة المحكمة اليوم أيضا إلي مرافعة النيابة والتي تلاها محمد طه، رئيس نيابة غرب الكلية، والذي طالب بتوقيع أقصي عقوبة علي المتهم، واصفا إياه بأنه قد باع نفسه للشيطان لحماية سلطان جائر. وتابع: "النيابة العامة لا تري خطرا أشد علي الوطن من أن تزهق أرواح الناس ظلما علي أيدي من كلفتهم الدولة بحماية الأرواح والأموال والوطن"، مشيرا إلي أن ما قام به المتهمين جميعا جريمة يهتز لها عرش الرحمن من مجرمين قتلوا وإستباحوا الحرمات، مضيفا أن المجني عليه سيد بلال والذي كان من المستضعفين في الأرض لم يرتكب أي جريمة. وطالبت النيابة بعدم استعمال الرحمة مع المتهم ومن شاركوا معه فى قتل سيد بلال، مشيرا أنه لم يرحم من قبل توسلات المجني عليه الذي توسل إلي المتهمين "الضباط" طالبا الرحمة ولكن هيهات فقلوبهم قد مُلئت بشر يترفع عنه الشيطان ، وكلما كان يستغيث لم يجد ما يجيبه إلا الركل والضرب والتعذيب من أجل انتزاع اعتراف بجريمة لم يرتكبها، مستمرين في تعذيبه حتي فاضت روحه إلي بارئها. وأضافت: لم يكتفوا بقتله بل ذهبوا لإخفاء معالم جريمتهم فبادروا بوضع جثته في أحد المراكز الطبية ليصوروا أن المجني عليه مات هناك، ولإمعانهم في طمث معالم الجريمة أقدموا علي اعتقال أقاربه وأصدقائه وتهديدهم حتي لا يتكلمون عن موت المجني عليه نتيجة لتعذيبه في جهاز أمن الدولة. وأكدت النيابة أن أدلة الإتهام بالقضية ثابتة ثبوت اليقين وواضحة كوضوح الشمس، حيث طالبت هيئة المحكمة أن يأخذوا القرينة قبل الدليل كما ناشدت هيئة المحكمة أن تترك الرحمة من حساباتها، فلا رحمة ولا شفقة لمن ماتت ضمائرهم .. وأضافت أنه لكي نطهر جهاز الشرطة من مثل هؤلاء فلابد من بترهم منه. من جانبه، دفع محامو الدفاع عن المتهم أثناء مرافعتهم بإنتفاء صلة المتهم بالجريمة المنسوبة إليه، مستندين إلي أن قرار الإحالة تضمن القتل العمد وهو ما استبعدته المحكمة في حكمها الأخير. وأشار دفاع المتهمين إلي أن المتهم كان من بين فريق شكله جهاز أمن الدولة بالقاهرة للمساعدة في التحقيقات التي يجريها جهاز أمن الدولة بالإسكندرية، حيث تشكل هذا الفريق من 5 من الضباط كان المتهم من بينهم. وأضاف أن لكل فرد في هذا الفريق مهام محددة، مشيرا أن اثنين من أعضاء الفريق وهو المتهم النقيب محمود عبد العليم والعقيد حسام الشربيني لم يكن لهما علاقة بالتحقيقات ولكن كان دورهم الكشف علي مسرح الجريمة وتقديم تقرير عن المعاينة، مؤكدا أنهما لم يكونا يعرفان ما طبيعة عمل باقي أفراد الفريق ولا كيف تتم حيث أن طبيعة عمل جهاز أمن الدولة هي عدم علم الضابط بمهام زملاءه، على حد قول الدفاع. وتابع الدفاع: مهمة المتهمين محمود عبد العليم والمتهم حسام الشربيني لم تكن سوي فحص مسرح الجريمة، حيث يدور عملهم في ثلاث محاور عن طبيعة الإنفجار وتأثير الإنفجار والتنسيق مع المعمل الجنائي فيما توصل إليه. وأكد دفاع المتهم أنه لم يكن له أي علاقة بالتحقيقات التي تجرى مع سيد بلال ورفاقه، نافيا التهم الموجهة إلي المتهم ، مؤكدا أنه لا يوجد أي دليل في التحقيقات علي أن له علاقة بتلك التحقيقات، وإن كان هناك إحتمال أن يكون من فعله أعضاء آخرين بالفريق المكلف. ودفع المحامون بفساد دليل الإستناد المستمد من العرض الذي أجرته النيابة العامة للمتهمين علي الشهود، مؤكدين أنه لم يراع الإجراءات القانونية، وشككت هيئة الدفاع بشهادة الشاهد الثاني في القضية وهو الشاهد الوحيد الذي ورد اسم الضابط المتهم محمود عبد العليم علي لسانه في التحقيقات، وقالت إن أقواله متناقضة. وقدمت هيئة الدفاع للمحكمة مستندات قالت إنها تفيد بحصول المتهم علي شهادات عديدة من مصر وخارجها تدل علي خبرته في المتفجرات وتفكيكها، وهي التي أهلته للدخول في جهاز أمن الدولة، كما قدمت صورة من التقرير الفني الذي قام المتهم بإعداده بمساعدة العقيد حسام الشربيني عن عملهم في مسرح حادث كنيسة القديسين. واختتم محامو الدفاع دفاعهم مؤكدين أن المتهم لم يبع نفسه للشيطان كما قالت النيابة وإنما باع نفسه للوطن، مطالبين بتوجيه الشكر له لما قدمه لمصر بدلا من توجيه الإتهام، وأشاروا إلي المساعدة التي قدمها المتهم في تفكيك حزام ناسف عثرت عليه قوات الشرطة بسيناء مؤخرا، وإستعانت به علي الرغم من أنه فصل من عمله لخبرته الكبيرة. Comment *