** العزاء لأمنا الكبرى مصر فى أطفالها الشهداء فى أسيوط بيد الإهمال والفوضى والفساد ..وأتعجب من مزايدة البعض كأن الحزن على أطفال غزة ينتقص من الحزن على أطفال مصر أو أن التضامن مع غزة هو خصم من التضامن مع مصابنا فى أسيوط.. هل الحزن على فقد ابنة الأخت ينتقص من الحزن على فقد الابن أليس المصاب واحد والحزن جامع. فلسطين هى من أكثر الأقطار العربية ارتباطاً بالأمن القومى المصرى بالتاريخ والجغرافيا والاستراتيجية إن لم تكن أكثرها، وبالتالى وحتى بدون الاستناد الى قواعد أيدلوجية عروبية أو معتقدات دينية ومن المنطلق الوطنى فقط فإن فلسطين قضية مصرية وما يحدث في غزة الآن هو اعتداء على مصر مثلما هو اعتداء على فلسطين. وفلسطين هى القضية المركزية للأمة العربية لذا فإن التظاهر والإدانة من مصر والعرب للعدوان على غزة هو أضعف الإيمان فأوربا أيضاً تظاهرت ضد العدوان وحتى الكيان الصهيونى نفسه حدثت فيه مظاهرات لنفس السبب. ورغم زلزال الثورات العربية فإن النظام الرسمى العربى مازال لم يتغير كثيراً عن ذى قبل فى موقفه من العدو والعدوان الصهيونى فالأنظمة التى لم تسقط مازالت لها نفس المواقف والسياسات والأنظمة التى انقلبت لم يحدث فى سياستها ومواقفها تغيير جوهرى. السعودية كبرى دول الخليج.. نصح عاهلها الرئيس مرسي حين حادثه عن العدوان الاخير ''بأنه لا بد من تهدئة الأمور وإحكام العقل وألا يغلب الانفعال على الحكمة والتدبر''؟ !!! هل كان مبارك المخلوع يقول غير هذا فى مثل هذه المواقف؟. رغم أن السعودية لو تدخلت كما ينبغي فسيكون لها تأثير، ولكن ربما الموضوع خارج حساباتها فقضيتها الآن قلب نظام الحكم في سوريا. دول الخليج عموماً عندما تتعارض سياستها العربية مع العلاقات مع أمريكا تأخذ خطوة للخلف، وقطر التي تردد أنها المؤثرة في المنطقة أين هي من هذا الإعتداء، فكل ما تقوم به هو مطالبة مجلس الأمن بعقد اجتماع، أين الضغط المباشر على الإدارة الامريكية، المشكلة أن أمريكا هي التي تحرك الحكومات العربية وليست الحكومات العربية هي التي تؤثر فى أمريكا. النظام القطرى الذى يصول ويجول فى المنطقة وتدخل عسكرياً مع حلف الناتو فى ليبيا ويقود مع السعودية دعم المعارضة السورية بالسلاح لإسقاط نظام بشار أظن أنه لم يفكر لبرهة فى دعم المقاومة الفلسطينية. أين الدول التي ترفع أعلام الإسلام من أجل سوريا؟، لماذا لا ترفع هذه الأعلام من أجل غزة؟ أم أن الجهاد فى سوريا مطلوب والجهاد فى فلسطين بالسلاح غير مطلوب. الدول التى تقف بكل ثقلها وراء المعارضة السورية بالسلاح تفعل ذلك لأن أمريكا "توافق" لكن لا تقف وتساند غزة بالسلاح لأن أمريكا "لا توافق". نموذج آخر، مندوب العراق لدى الجامعة العربية صرح بأن بلاده ستدعو الدول العربية لاستخدام النفط كسلاح للضغط من أجل وقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلا أنه تراجع عن هذه التصريحات في وقت لاحق إذ قال ان بلاده لن تطرح أي مقترحات محددة خلال اجتماع الجامعة. أما عن كبيرة العرب وملهمة الثورات العربية مصر فقد طلبت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي من قيادتها السياسية استخدام نفوذها لدى الفلسطينيين في مسعى لوقف العنف في غزة. وهو كلام فى نفس اتجاه كلام العاهل السعودى فى حديثه التليفونى مع مرسى -المشار إليه عاليه- حيث يرى الغرب إن إسرائيل لها حق وواجب حماية شعبها بالشكل الملائم"، وأن حركة حماس مسئولة عن اندلاع العنف مع (إسرائيل)، وأنه لا مبرر لإطلاق الصواريخ على الكيان الصهيونى. اما عن زيارة رئيس الوزراء المصرى فهى مساندة معنوية مقدرة لغزة ولكنها ليست اكثرمن ذلك ..وفى هذا الاطار يجدر بالذكر ان مسئول رفيع في الحكومة (الإسرائيلية) قال: "وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على طلب مصر ايقاف كل العمليات الهجومية في غزة خلال زيارة رئيس الوزراء المصري". إذن كانت هناك ترتيبات بين الحكومة المصرية وحكومة العدو وربما الادارة الأمريكية حول الزيارة. استدعاء السفير المصرى الذى قام به مرسى خطوة ولكن يجب ان تتبعها خطوات أخرى أهم ولا ننسى أن الرئيس المخلوع سحب سفيره لدى العدو أكثر من مرة وبقى السفير فى كل مرة لا يمارس عمله لسنوات عديدة. هذه المعلومات بغرض الوصول الى الحقيقة وحتى نتخذ الموقف الصحيح شعباً وحكومة ولا يهول علينا أحد ببطولة وهمية أو أن اجراءته قلبت المعادلة.. ننتظر من أول رئيس منتخب بعد الثورة أن يكون موقفه أقوى من هذا بكثير. ليس المقصود من ذلك أن تدخل مصر حرباً مع (إسرائيل)، ولكن يجب أن تتخذ خطوات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وعسكرية وهى فى حدود الممكن - وليس المأمول - فى ظل ظروف مصر الان منها : 1 - الاستمرار فى بقاء السفير المصرى فى بلاده لأجل غير مسمى وفى حال عودة سفير العدو للقاهرة اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. 2 - وقف تصدير الغاز ل(اسرائيل) بموجب الحكم القضائى النهائى واجب النفاذ الذى استطعنا الحصول عليه قبل الثورة والحكومة الحالية لم تنفذه ..ووقف تصدير الغاز ليس له علاقة باتفاقية "كامب ديفيد" ولا ينقضها، فتصدير الغاز للعدو يتم بعقد بين شركتين، وهو ليس اتفاق بين دولتين حتى لا يختلط الأمر على أحد. 3 - بسط السيادة الوطنية على سيناء بالقوات المسلحة المصرية فأرضنا التى ضحى من أجلها الآلاف بحياتهم معرضة للضياع والدفاع المشروع عن النفس والتراب الوطنى مقدم فى الشرع والوضع (القانون الدولى والإعلان الدستورى المصرى) على ملحق اتفاقية "كامب دافيد" بشأن تقييد وجود القوات المسلحة المصرية فى سيناء. 4 - الفتح التام لمعبر رفح للأفراد والبضائع تحت السيادة والقوانين المصرية والإغلاق التام والنهائى للأنفاق. لينصرن الله المقاتلين فى غزة المدافعين عن الحق والعدل والأرض والعرض..ولينصرن الله الشعوب على الحكام فى نصرة فلسطين. Comment *