طالبت اللجنة العليا لإضراب الأطباء، بمحاكمة وزير الصحة ومساعديه، أسوة بوزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد، بسبب مسئوليته عن تدني مستوى التجهيزات الطبية وتأخر وصول سيارات الاسعاف إلى موقع الحادث الذي وقع أمس السبت، وراح ضحيته 50 طفلا. وقالت اللجنة في بيان لها اليوم، إن الحادث كشف أن الإهمال لم يطل وزارة النقل والمواصلات وحدها بل إن وزارة الصحة نصيبها منه ربما يتجاوز وزارة النقل ، فإذا كان هناك إهمالا في مزلقان القطار فإن وزارة الصحة إهمالها مركب ومتعدد ، بدءا من تأخر وصول سيارات الإسعاف لما يقرب من ساعتين من وقوع الحادث ، وعندما وصلت سيارات الإسعاف كانت غير مجهزة ، ثم عندما ذهب الضحايا إلى مستشفى منفلوط العام لم يجد الطاقم الطبي المجهز الذي يتلاءم مع مثل هذا الحادث ، ولا كانت هناك خطة طوارئ طبية مجهزة للتعامل مع مثل هذا الحادث ، أما الأدوية والمستزمات فكان هناك عجز شديد بها وعلى رأسها أمبولات بيكربونات الصوديوم الضرورية جدا للتعامل مع الحالات الطارئة وحالات العناية المركزة التي تعاني من حموضة الدم الخطيرة التي تهدد الحياة. وأكد الدكتور طاهر مختار، عضو اللجنة العليا لإضراب الأطباء، أن هذه الأمبولات يوجد بها عجز شديد وتكاد تكون غير متوفرة في كل مستشفيات الجمهورية الحكومية والتأمين الصحي والمستشفيات الجامعية منذ أكثر من 6 أشهر. وأضاف مختار، أن فشل المنظومة الصحية والإهمال المتكرر فيها بسبب ضعف الإمكانيات وضعف الإنفاق الحكومي يؤدي إلى ضحايا ووفيات على مستوى الجمهورية أكبر بكثير مما سببه حادث القطار ، ولكنهم يبقون ضحايا مجهولين لا يعرف بهم غير الأطباء الذين حاولوا إنقاذهم في لحظات حياتهم الفارقة ولكنهم لم يستطيعوا بسبب نقص الإمكانيات والأدوية والاجهزة والمستلزمات. وتابع متسائلاً: كم من مريض مات وكان يمكن إنقاذه لو كان هناك سرير عناية أو جهاز تنفس صناعي، وكم من مريض مات دون محاولة إنعاش قلبي رئوي حقيقية بسبب عدم وجود الادرينالين، وأمبولات بيكربونات الصوديوم والأدرينالين، مؤكداً أن رغم أهميتهما الشديدة لإنقاذ المرضى فإن هناك عجز شديد بهم منذ فترة كبيرة. وأشار مختار، إلي أن هذا يبلور الفشل التام لمنظومة الصحة المصرية التي لم تستطع توفير أدوية أساسية رخيصة الثمن لا يتجاوز ثمن الامبول منها جنيها واحدا ولكنه غير متوفر. وقال مختار، إن إضراب أطباء مصر كان اليوم يومه ال 48 ، ورغم أنه يبرز سلبيات وزارة الصحة المصرية لإصلاحها إلا أن تجاهل المسئولين مازال مستمرا ، ليصبح الإهمال الصحي ليس مجرد إهمالا عاديا بل هو إهمال وفساد متعمد في ظل تعدد النداءات للمسئولين لإنقاذ المواطنين المصريين من المصير المحتوم الذي يلاقونه في مستشفيات الجمهورية. Comment *