لا يعرف الكثيرون أن سرابيوم هى إحدى المدن التابعة لمحافظة الإسماعيلية. وأن هذه المدينة هي التي تقع بها منطقة الدفرسوار المطلة على قناة السويس، وحظيت بشهره تاريخية بسبب ارتباط اسمها بعملية الثغرة في أثناء حرب أكتوبر، حيث شهدت معارك عنيفة. ويرجع المؤرخون سبب تسمية سرابيوم بهذا الاسم إلي ثلاثة روايات. الرواية الأولي تقول إن سرابيوم مر بها موسى عند فراره من فرعون مصر الذي كان يلاحقه وصبر فيها يوما كاملا، ومن ذلك اشتق الاسم "سرابيوم." أما القول الثاني، فيرده المؤرخون إلي فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر، حيث من المعلوم أن سرابيوم تقع علي الطريق الحديدي الموصل بين ميناء السويس وبين معسكر الجلاء، الذي كان يعد أكبر منطقة لتجمع القوات الإنجليزية في مصر، وفي إحدي الليالي وأثناء مرور القطار المحمل بالمؤن والمعدات صعد علي ظهره فدائيون واشتبكوا مع القوات التي كانت تحمي القطار، وأمسكوا بأحد الجنود الإنجليز وصلبوه يوما علي أحد أعمدة الإنارة وبالتي سميت صلابيوم ثم حرفت فيما الي سرابيوم. وأيضا هناك قول ثالث يقول إن السرابيوم هو المعبد، الذي كان يعبد فيه الإله سيرابيس في زمن دولة البطالمة وهو أرجح الأقوال حلى حسب قول المؤرخ محمد أبو علاوي. ورغم أهمية سرابيوم التاريخية فإن لها أهمية اقتصادية وزراعية كبرى أيضا، فهي تشتهر بزراعة المانجو والفول السوداني والفراولة أما أهميتها الكبرى تكمن في وجود غابة من ضمن 36 غابة في أنحاء مصر أنشأها الصينيون فى منتصف التسعينيات تقع على مساحة 700 فدان والمنزرع منها 400 فدان فقط. لذلك نظمت جامعة عين شمس بالتعاون مع جامعة ميونيخ الألمانية برنامجا بحثيا متكاملا لتنمية الغابات المستدامة في مصر باستخدام مياه الصرف الصحي وإعادة الاهتمام بها من جديد. وتكون الفريق البحثي من أكثر من ثلاثين باحثا، من بينهم أساتذة بجامعة ميونيخ وباحثون مصريون وعلى رأسهم الدكتور هانى خطاب أستاذ بجامعة ميونيخ الألمانية قسم بناء الغابات والدكتور عبد الغنى الجندى العميد الأسبق لكلية الزراعة جامعة عين شمس. الدكتور هانى خطاب قال للبديل عن محاولتهم لتنمية المنطقة، للأسف لدينا سوء إدارة للموارد، فمصر نجحت فى تخضير الصحراء، لكنها لم تنجح فى إنشاء غابات مستدامة، ونحن سنحاول إعادة تنمية وإنشاء الغابات المستدامة في صحراء مصر عن طريق مساعدات حكومية من مصر وألمانيا لإنشاء هيئة خاصة للغابات. وأشار خطاب إلى مدى أهمية هذا المشروع التي تشرف عليه الحكومة الألمانية لما له من عائد اقتصادي كبير حيث وجدوا بعد الأبحاث أن معدل نمو الأشجار الخشبية أعلى خمس أضعاف من تنميتها في ألمانيا وأوروبا، وأيضاً التخلص من مياه الصرف الصحي الضارة على البيئة والصحة العامة، حيث تحرم القوانين الدولية ري المحاصيل التي تؤكل مباشرة بهذه المياه إلا في حالة معالجتها بالطريقة الثلاثية وهى ذات تكلفة عالية لذلك لا تتم في مصر إنما تستخدم المعالجة الثنائية. وأوضح الخطاب أن الاستفادة من الغابات ستكون بإنتاج أخشاب عالية الجودة وباستخدام أصناف جديدة، ومن أهم الأشجار التي ستزرع الأكاسيا ، الكازورينا ،الجوجوبا ، والكافور ، موضحاً أن هذه الأشجار ستقوم باستخلاص ثاني أكسيد الكربون، حيث إن الفدان الواحد في السنة يتخلص من 12 طنا من ثانى أكسيد الكربون.