نظم الجناح المصري بمعرض تونس الدولي للكتاب لقاء مع الكاتب نبيل عبد الفتاح، وأدار اللقاء الشاعر المصري إبراهيم داود. ذكر عبد الفتاح أن أبرز أوجه الأزمات الممتدة للثقافة الدستورية يتمثل في ضعف ثقافة الفرد، وهناك أشياء ضد بناء الفرد، مثل هيمنة ثقافة أبوية على الجانب السياسي والاجتماعي، وفي كل النظم العربية كان الحاكم الفرد الأب الذي يعكس السيطرة، وحدث امتزاج بين السلطوي الديني والسلطوي السياسي. وهناك أيضًا نزعة ذكورية في السياسة والقوانين، ولم تراعي حقوق المرأة، وشكلت هذه الثقافة الإطار الإدراكي والمرجعي لثقافة الدولة والدساتير، وفي المراحل الخمس للدساتير لم يكن أحد يهتم بالثقافة الدستورية إلا بأشكال صورية. ومن أسباب أزمة الثقافة الدستورية أيضًا النظرة العسكرية لمفهوم الدستور وتكريس الدساتير لصالح رئيس الجمهورية، وشيوع ظاهرة دمج السلطات وتهميش الطبقات الشعبية، وتم تحويل الدولة إلي دولة بوليسية وضغطها في الأجهزة الأمنية وهي تعمل تحت سلطة شخص واحد هو رئيس الجمهورية، وتحول أيضًا التعذيب البوليسي إلى سياسة ممنهجة إزاء المواطنين. وقال نبيل عبد الفتاح إن تكرار تمرير الاخوان والسلفيين لبعض النصوص في الدستور الجديد لجس النبض، وغياب الالتزام بمعنى مدنية الدولة الذي التزم به رئيس الجمهورية في خطابه ، عدم دستورية القانون الذي تشكلت بمقتضاه اللجنة التأسيسية، واعتماد مسودتي الدستور الجديد على دستور 71 ، الركاكة فى الصياغة او النزعة التشريعية وبروز تصورات فقهية وضعية لفرض السيطرة على القيود العامة والحرية وممارسة الشعائر الدينية، وخطاب الهوية عام جدًّا يهدف لإعطاء دور وصائي للدولة والسلطة ومطاردة الكتاب والمثقفين والفن، وهذا يضعف من عطائها الإبداعي ويضعف روح الأمة، واستخدام الشريعة في التعبئة السياسية وعمل نوع من الضغط. Comment *