أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن الخليج يساعد المغرب اقتصاديا بما لا يقل عن 2 مليار دولار لمواجهة "ثورة" محتملة في المغرب العربي، والتي سيمتد تأثيرها إن حدثت إلى باقي ممالك الدول العربية، وستشكل خطرا على دول الخليج العربي،بحسب وصف الصحيفة. وقالت الصحيفة أنه إذا كانت الاضطرابات الناشئة عن الربيع العربي ستغير المشهد السياسي في المنطقة، فإنه من المتوقع أن تقوي الروابط الاقتصادية والسياسية بين المغرب ودول الخليج العربي، وقد ظهر مثيل لتلك الحالة في العام الماضي، عندما عرضت دول الخليج إدراج الأردن في مجلس التعاون الخليجي، لتثير هذه الفكرة سخرية المغاربة، وذلك لبعد الأردن عن منطقة الخليج. وأشارت الصحيفة إلى النموذج الخليجي في معالجة الاضطرابات، حيث تشتري الأسر الحاكمة تأييد السكان بالمال، ولكن تلك الطريقة لا يمكن أن تنجح في المغرب - وفقا لنيويورك تايمز، فالاحتجاجات في العامين الماضيين لم تكن بشأن الفقر فقط ولكن عن التوزيع غير العادل للموارد. ورجحت الصحيفة أن يحدث المغرب ما حدث لدول الربيع العربي من ثورات، ففي الأشهر القليلة الماضية كانت الاحتجاجات بسبب قضايا اقتصادية بدلا من كونها سياسية، ليتطور أمرها أحيانا وتؤدي إلى اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وتساءلت الصحيفة إلى أي مدى ستظل المخاوف الاقتصادية منفصلة عن القضايا السياسية في المغرب، مشيرة إلى أن الأزمة المالية الضاربة في أوروبا الشريك التجاري الرئيسي للمغرب تؤثر على الصادرات وحوالات العمال المهاجرين المغاربة، بالإضافة إلى أن المغرب يستورد القمح والطاقة، مما يجعل موقفه حساسا لتقلبات النفط وأسعار السلع التي يتوقع أن ترتفع عام 2013. وقالت الصحيفة على أن خطة ملك المغرب، تعتمد على علاقاته الشخصية بملوك الخليج الأثرياء في مواجهة العاصفة القادمة، وقد أسفت رحلته الأخيرة إلى الخليج عما لا يقل عن 2.5 مليار دولار من المساعدات، ووعود بإنعاش الاستثمار في البنية التحتية في المغرب. وفي تقرير نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" الدولية، الناطقة بالإنجليزية ومقرها الإمارات، ذكرت أن العلاقات بين دول الخليج والمغرب انتقلت منذ 2011 إلى ما هو أبعد من الأمور الاقتصادية لتشمل التعاون الأمني والسياسي، لكن بعثة الخارجية المغربية في الأسبوع الماضي كانت لأهداف اقتصادية في الغالب. والجدير بالذكر أن العاهل المغربي قد زار أربع دول خليجية "السعودية"، و"قطر"، و"الكويت"و ،"الإمارات"، وذكر معلقون مغاربة أن طلب المساعدة الاقتصادية يساعد في احتواء المعارضة السياسية عن طريق تمكين الإصلاحات الاقتصادية، وخلق فرص عمل وزيادة الرواتب.لكن الصحيفة عادت وأكدت على أن المغرب يحتاج إلى متابعة الإصلاحات السياسية للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي. Comment *