تمر صناعة الكتاب في مصربأزمات ومشاكل عديدة منها انخفاض الاقبال علي شراء الكتب, والقرصنة الالكترونية التي تهدر حق دار النشر والمؤلف وتزوير الكتب وبيعها بسعر رخيص في أماكن أخري, وقلة عدد منافذ التوزيع. وعن حجم إنتاج الكتب ودوائر النشر والتوزيع ومشكلاتها إلى أن يصل الكتاب ليد القاريء كان هذا التحقيق مع بعض أشهر دور النشر المصرية . تعد "دار الشروق " من أكبر دور النشر حاليا ، حيث يتراوح إنتاجها سنويا مابين 200 إلى 250 كتاب سنويا، ذكر أحمد بدير مسئول النشر بالدار أن نسبة الانتاج انخفضت إلى النصف في العاميين الماضيين "مثل باقي دور النشر" . وعن مشكلة التوزيع يؤكد بدير أنها من أهم مشاكل صناعة الكتاب المصري لذلك لجأت دار الشروق الى فتح العديد من المكتبات لتتغلب على هذه المشكلة . ولكن بدير يضيف " تبقى مشكله أخرى تهدد الكتاب وهي مشكلة القرصنة والتي إزدادت بشكل هائل مؤخراً ،وعن طريق الانترنت أصبح بالامكان تحميل الكتاب ومداولته دون الرجوع إلى المؤلف أو الناشر . وأشار بدير إلى أن صناعة الكتاب هي مخاطرة كبيرة أكثر من أي صناعة أخري باستثناء الكتب التعليمية التي يزداد الطلب عليها . وأكثر الكتب مبيعا لدار الشروق هي راواية "عزازيل ". يوسف زيدان ويليها رواية " فيرتيجو" لأحمد مراد ، "وتراب الماس" و"الفيل الازرق" للكاتب نفسه ، "ألوان يناير" لبلال فضل. . وذكر محمد هاشم صاحب دار ميريت للنشر أن الانتاج السنوي للكتاب يتراوح ما بين 50 إلى 70 كتاب مابين كتب جديدة وإعادة طبع كتب قديمة، مشيراً إلى أن سوق الكتاب تأثر كثيراً بالفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير ولكنه يأمل مع مرور الوقت أن يستعيد الكتاب قارئه . وأضاف هاشم : تبقى مشكلة الكتاب التاريخية وهي مشكلة التوزيع ، حيث يحصل الموزع على أكبر نسبة من ربح الكتاب وهي 40% وتزداد هذه النسبة مع الشركات الكبرى لتصل إلى 60% . ويُرجع هاشم المشكلة بالأساس إلى إخفاق توزيع الجرائد الكبرى حيث يعتبرها تجارب فاشلة ، لذل يحاول بعض الكتاب وأصحاب دور النشر الصغيرة عمل تكتلات لتقوم بعمل شركات التوزيع وتشرف بنفسها على منافذ البيع . من أكثر العناوين مبيعاً من دار ميريت ، يأتي في المقدمة " أوسكار المواسة" لبلال فضل ، " الدنيا أحلى من الجنة " لخالد البرى ، " كلوت بك " لسمير زكي ، "مائة خطوة من الثورة " لأحمد زغلول الشيطي ،" قصة ثورة " لياسر ثابت . وأكدت د.فاطمة البودي صاحبة "دار العين " للنشر والتوزيع أن هذا العام شهد رواجاً كبير في بيع الكتاب عكس ما أكده هاشم وبدير ، حيث يترواح انتاج الدار ما بين 60 إلى 80 عنوان جديد سنويا ً . وتضرب البودي مثالا لأحدث المعارض التي شاركت بها الدار وكان بدولة الجزائر حيث كان الاقبال كبير جداً وأشارت البودي الى مشكلة أخرى تواجه صناعة الكتاب وهى كما تسميها "مملكة التزوير الخفية" وتقول قد قمنا بعمل بلاغات ومداهمات كثيرة إلا أن هناك متخصصين في التزوير، أما عن مشكلة التوزيع فتقول إن نسبة التوزيع أكبر من نسبة دار النشر ولذلك كان الحل في نظرها أن تنقل مقر الدار الى وسط المدينة لتكون قريبة من المكتبات ومنافذ البيع . تصدرت مبيعات دار العين "عناق عند جسر بروكلين "لعز الدين شكري، "أتوبيس عام إسكندرية" للروائية منصورة عز الدين، ورقصة .شرقية "لخالد البري، و"مصر على كف عفريت " للراحل جلال عامر أما دار نهضة مصر وهي أيضا من أقدم الدور ، فقلت نسبة إنتاج الكتاب فيها الى النصف بعد أن كانت تصل الى 60 كتاب سنويا وانخفضت أيضا نسبة المبيعات الى 40% حسبما يقول المهندس على عبد المنعم المسئول عن الدار الذي يؤكد ان هذا الانخفاض جاء نتيجة لظروف الربيع العربي وغلق أسواق ليبيا وتونس واليمن والبحرين ، أما مشكلة التوزيع فأرجعها إلى عدم تفعيل قانون الملكية الفكرية وعدم وجود شركات متخصصة في توزيع الكتاب الثقافي . اما دار نهضة مصر فكانت الكتب السياسية والدينية أكثرها مبيعا ومنها أعمال زغلول النجار وعمرو خالد وموسوعتي الغزالي والعقاد . أما مركز المحروسة الثقافي للنشر فيوضح محمد مسلم المسئول عن النشر في المركز أن انتاج الكتاب لديه يقارب 50 عنوان سنوياً ، وان نسبة البيع لا تتخطى نصف انتاجه , ويقسم مسلم مشكلة التوزيع الى شقين أولهما مع الكتابات الشابة الجديدة التي تواجه عثرات كثيرة مع المؤسسات الحكومية ومنها هيئة الكتاب والتي تتأخر فى نشر الكتاب ربما إلى ما بعد وفاة مؤلفه . وثانياً ان مشكلة التوزيع الأساسية هي اننا ليس لدينا جهة قومية تتولى أعباء التوزيع كى لا يتحملها الناشروحده ويؤكد مسلم انه "لاأحد يقوم بالعون في هذه المشكلات لذلك نقوم نحن ودور النشر الأخرى مع اتحاد الناشرين المصريين وإدارة المعارض لنتولى مخاطر المهمة كلها" . Comment *