نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليلا تناول ما وصفته ب"التوازن المعقد في قوة الردع بين إسرائيل وحزب الله" وذلك أن نفذ الحزب عملية إطلاق طائرة بدون طيار السبت الماضي، وهي العملية التي وصفتها الصحيفة "الأكثر تطوراً وتضع حزب الله كخصم طور نفسه تحسبا للمواجهة القادمة، وهو ما أستعد له الجيش الإسرائيلي، والذي يسعى لتحديد الدروس المستفادة من حرب لبنان الثانية خاصة في ظل التطورات الأخيرة". وذكرت الصحيفة حسب مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يتحفظ في البوح بأي تفاصيل خاصة بالتحقيقات التي يجريها حول الطائرة، والتي قالت عنها الصحيفة أنها "ليست محددة الأهداف كالطائرة التي أطلقها الحزب عام 2006، لقصف هدف ما، ولكن الطائرة الثانية كانت لأهداف متعددة منها تصوير أهداف عسكرية والكشف عن ثغرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وأيضا لكي يوضح حزب الله أن لدية قوة رادعة، تعزز من مصداقيته إلى أقصى حد". وأشارت الصحيفة إلى خطاب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والتي أكد فيه "على قدرة الحزب على إصابة أهداف هامة وإستراتيجية إصابة دقيقة، موضحا قدرة الحزب في ضرب البنية التحتية لإسرائيل، وكذلك تلويحه بعمليات غزو وسيطرة برية على شمال إسرائيل، وخيرا أثبات القدرة العملياتية والعسكرية لحزب الله عن طريق إرسال الطائرة بدون طيار، سببت إرباك داخل إسرائيل. وأوضحت هآرتس أن "المؤسسة الأمنية في إسرائيل تبذل جهدا مستمرا للحفاظ على قوة الردع المتفوقة على حزب الله"، وذكرت أن الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالصراع مع حزب الله لجأت إلى سياسة "الردع بدلا من الهجمات وذلك بعد حرب 2006، وعلى جانب آخر تبذل إسرائيل جهداً لكسب مساحة دولية داعمة لها لكسب الشرعية في أي مواجهة عسكرية مقبلة". وحسب مصادر عسكرية واستخباراتية ذكرت هآرتس "أن الأولوية في بنك الأهداف في لبنان ستكون لمنصات الصواريخ، والبنية التحتية لحزب الله، وأن دعت الحاجة فسيكون للجيش اللبناني جزء من الاستهداف، ولكن نتمنى أن لا يتدخل في القتال". مصادر هآرتس أوضحت أن "المؤسسة الأمنية والعسكرية تداركت أخطاء حرب2006، ومنها عدم وجود قائمة تفصيلية بالأهداف الرئيسية للحرب، والأن أصبح بنك الأهداف يضم آلاف الأهداف المحتملة تحسباً لأي مواجهة مستقبلية". وأشارت هآرتس إلى خلاف بين قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي وبين الاستخبارات العسكرية وذلك بسبب "المخاوف بشأن الآثار المترتبة على عدم الاستقرار في سوريا، وانعكاسات ذلك على قرارات حزب الله، وأن الاستخبارات تعول على الخلافات الداخلية في لبنان التي من شأنها إضعاف الحزب، أو أن يتمدد حزب الله في لبنان على حساب القوى السياسية الأخرى وهو ما يقوي موقف الحزب أكثر، موضحة أن "ميزان القوى في لبنان يميل إلى صالح حزب الله، وهو إلى الأن لم يتغير"، مضيفة على لسان مصادرها الاستخباراتية أن "نصر الله يأخذ مزيد من الفرص أكثر مما كان علية في الماضي، أنه يخطط الأن لتحركات ضدنا تتخطى مسألة حاجز الاستفزاز المسبب للحرب". ختمت الصحيفة تحليلها بالقول أنه "على الرغم من توجه نصر الله الجديد إلا أن مصادر رفيعة في الاستخبارات العسكرية تؤكد أن كل من حزب الله وإسرائيل لديهم نقاط مشتركة من الناحية الإستراتيجية مفادها أنه من الأفضل تجنب جولة جديدة من الحرب في الوقت الحالي لأن تكلفتها ستكون عالية جدا". Comment *