قال المخرج أمير رمسيس إن صناعة فيلم يوثق لتاريخ اليهود في مصر كانت فكرة قديمة ولدت أثناء عمله مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين وكشف للبديل تفاصيل رحلة تحول الفكرة إلي مشروع ثم إلي فيلم مثير للجدل! كيف ولدت فكرة تصوير فيلم "عن يهود مصر" ؟ الفكرة موجودة عندي منذ تصوير فيلم إسكندرية نيويورك ، فقد حمسني كلام المخرج الكبير يوسف شاهين عن الإسكندرية في فترة الأربعينيات ، كما تأثرت كثيرا بفيلم "إسكندرية ليه"، و رواية "طيور العنبر" بالإضافة إلي مشهد صورناه مع المخرج يوسف شاهين لم يتم عرضه عن مقابر اليهود في مدينة الإسكندرية، وبدأت الفكرة تنتظم عندما قرأت عن هنري كورييل وسيرة حياته وإسهامه في حركة التحرر الوطني في مصر والجزائر، وأكثر دافع استفزني لتصوير الفيلم طوفان العبارات المسيئة والمستفزة ضد اليهود مثل فتاوى بعض الشيوخ أنهم أحفاد القردة والخنازير، مما دفعني لتوثيق مرحلة هامة من تاريخ مصر كان التسامح الديني هو السائد في فترة الأربعينيات وما قبلها حيث كان المصريون متعايشين دون تمييز عرقي أو ديني بعكس ما كان يحدث في دول أخري. ما هي الفترة التي استغرقها تصوير الفيلم ؟ صورت الفيلم في 3 سنوات بعد سنة من التحضير والبحث ،الذي استمر نسبيا خلال فترة التصوير أيضا ،أما بالنسبة للإنتاج فهو شخصي مع المنتج هيثم الخميسي من خلال شركته سيشن فيلم واخترنا أن نقوم نحن بإنتاج الفيلم حتى لا نخضع لأراء أي جهة إنتاجية قد تؤثر علي موضوع الفيلم نظرا لحساسية الموضوع، وشعرنا أن أي إنتاج خارجي سيكون له أجندة خاصة، سواء كان إنتاجا مصريا أو عربيا أو أوربيا،فقررنا تحمل تكاليف الإنتاج ليظهر الفيلم برؤيتنا الشخصية، ثم نبحث بعد ذلك علي نافذة توزيع. هل تدخلت الرقابة في حذف أو تغيير أي مشاهد أو أحداث من الفيلم ؟ أخدنا بعض الوقت في إقناعهم بالسيناريو ولكننا حصلنا في النهاية علي الموافقة بعد عدة اجتماعات وكان ذلك قبل الثورة وعمليا قدمنا السيناريو كمحاولة للاحتكاك بعقلية الرقابة ،لكننا بالفعل كنا قد صورنا جزءا كبيرا من الأحداث في باريس، وكان من الممكن أن نصور الجزء الباقي من الفيلم بدون تصاريح ، لكني أنا والمنتج هيثم الخميسي قررنا التعامل مع الرقابة علي انه تدريب صحي للتعامل مع الجمهور فيما بعد . كم وصلت ميزانية الفيلم ؟ ميزانية الفيلم من الصعب تحديدها حاليا لأن كثير من عناصر الفيلم غير محسوبة مثل أجور العاملين الذين تطوعوا للعمل معنا هنا وفي فرنسا لإيمانهم بموضوع الفيلم والمادة الأرشيفية التي قدمتها لنا المنتجة دينا أبو زيد بدون مقابل عندما تحمست لفكرة الفيلم، كذلك الأرشيف الصحفي الخاص بعصام فوزي قيمته اكبر من أن نقيمها بالأرقام. لماذا تحولت إلي إخراج الأفلام التسجيلية بعدما قدمت فيلما روائيا ؟ لم أتحول إلي إخراج الأفلام التسجيلية لان مشروعي القادم سيكون روائيا ، لكني لا أؤمن أن أنواع الفيلم تمثل محطات يجب اجتيازها للمخرج والدليل أنني بعد أول فيلم طويل قدمته (آخر الدنيا ) قمت بعمل فيلم قصير (مش زى الباقيين ) قبل إخراجي لفيلم "كشف حساب" لأنني تحمست أيضا له، و بين آخر أفلامي الروائية "ورقة شفرة" وفيلمي التسجيلي "عن يهود مصر" كتبت رواية " نشيد الإنشاد " و ممكن بعد فيلمي الطويل القادم أقدم فيلما قصيرا أو تسجيلي أو رواية أخرى، فأنا أفضل أن احتفظ بحريتي في الانطلاق بين الأشكال المختلفة حسب الموضوع الذي أريد تقديمه. هل سيعرض الفيلم في دور العرض ؟ هناك محاولة لطرح الفيلم تجارياً خلال شهر ديسمبر القادم في دور العرض ، ليشاهده جمهور السينما، ونأمل أن يهتم الموزعون بعرض الفيلم التسجيلي في دور العرض مثل الفيلم الروائي. Comment *