بمناسبة مرور الذكرى الثلاثين لمذبحة صبرا وشاتيلا، والتي مرت منذ أيام، قالت الروائية والكاتبة رضوى عاشور، "للبديل" متحدثة عن النصوص الأدبية القيمة وغير الأدبية التي كتبت توثيقاً للمذبحة، أن ثمة أعمال عديدة عربية وغير عربية تناولت المذبحة، ومن ضمنها: رواية "الحب في المنفى" للكاتب بهاء طاهر، "باب الشمس" لإلياس خوري، كذلك تناول الحدث الكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي، والكاتب الصحفي البريطاني روبيرت فيسك والذي كان شاهدًا على المذبحة، كما أشادت (رضوى) بالمقالة المؤثرة "4 ساعات في شاتيلا" لجان جونيه، وأيضاً تحقيق الكاتب الإسرائيلي أمنون كابليوك حول المجزرة، فضلاً عن روايتها "أطياف" والتي تناولت فيها مذبحة صبرا وشاتيلا بشكل مفصل. وأضافت (رضوى) أن أفضل دراسة كتبت حول المذبحة هي الكتاب الضخم «صبرا وشاتيلا: أيلول 1982» لبيان نويهض الحوت، أستاذة التاريخ في الجامعة اللبنانية، والذي جمع أكبر عدد من الوثائق والشهادات للناجين وأهالي الضحايا ودراسة ميدانية وتنقيب في كافة التقارير واللوائح والكتابات التي تناولت الموضوع، وذلك في 802 صفحة من القطع الكبير. فيما رفضت (رضوى) التوغل في تفاصيل سياسية متعلقة بتأثير المذبحة على تغيير نهج وسياسات منظمة التحرير من المقاومة إلى التسوية والتي أدت إلى توقيع اتفاقية أوسلو، مشددة على أن القاتل الفعلي هو الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه والمتسترون عليه، ففضلاً عن مراقبة ومتابعة آرئيل شارون، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، للمذبحة من بناية بالقرب من المخيم، كان هناك ميليشيات القوات اللبنانية الخادمة لإسرائيل بقيادة سمير جعجع، وتستر الحكومات العربية على المذبحة. وعن رؤيتها لعدد الضحايا والشهداء، قالت : كان العدد الأكبر من الضحايا من الفلسطينيين ولكن كان هناك قتلى ومصابون لبنانيون، سوريون، ومصريون أيضًا، في تواطأ وسكوت تام من الحكومات حينذاك؛ فهناك ما لا يقل عن خمسة عشر قتيلا مصرياً في المذبحة ولم تكن هناك أي إشارات من الحكومة المصرية. وأوضحت صاحبة رواية "الطنطورية" أن تفاصيل المجزرة وفداحة الحدث وبشاعة الاحتلال وأعوانه جعلت كتاباً غير عرب لا يكتفون بالتضامن الإنساني فقط، بل قام البعض بوصف كامل وعرض الحقيقة رغم فجيعتها بصرف النظر عن انتماء أو جنسية الكاتب. مشيرة إلىأن مقالة "جان جونيه" هي من أكثر الكتابات عن المذبحة تأثيًرا في القارئ مع حقيقة أن كاتبها فرنسي الجنسية معللة بأن جنسية الكاتب تفرق أحيانًا في سرده للأحداث وليس دائماً. أما عن مكان تواجدها أثناء المذبحة فبينت عاشور بوجودها خارج البلاد في ذلك الوقت، وعلمها بالخبر أثناء رحلة عودة في طائرة من بودابست إلى القاهرة حين دخول القوات الإسرائيلية لبيروت. موضحة أن المتخيل والخيال من الممكن أن يبدو واقعيًا في الكتاب شريطة الاعتماد على وثائق مهمة لإبراز الأحداث يكون أغنى من أي خيال. يذكر أن المجزرة تمت في السادس عشر من سبتمبر 1982، ونظرًا لفداحة الجريمة فلا يوجد إحصاء نهائي لعدد الشهداء في مجزرة صبرا وشاتيلا، ولكن استقر العدد ما بين 3500 إلى 5000 شهيد وشهيدة من كل الأعمار. Comment *