إن لم تكن على دراية كافية بتاريخ "الإخوان المسلمون" (وما تفرع منها من تفريعات إرهابية مثل "القطبية"، أو "الجماعة الدينية"، أو "السلفية" أو "التكفيرية") الذاخر بالإرهاب (تفجير محكمة إستئناف القاهرة)، والإغتيالات (النقراشى باشا، أحمد ماهر، وكذلك محاولة إغتيال عبد الناصر)، والنفاق والرشاوى (500 جنيه ثمن سكوت الجماعة عن قمع الإدارة الفرنسية لعمال قناة السويس الفقراء)، والإتفاقات مع الأجانب "الملحدين" : الألمان، قديماً، بمقابل مادى (مظاهرات 1939 التى خرجت ترحب بالأمان وتندد بالإنجليز) وأمريكا، حديثاً، مقابل تدعيم حكمهم (ما حدث مؤخراً)، وعملهم ضد الصالح الوطنى (أنشأوا ما يسمى ب"اللجنة القومية" لضرب "اللجنة الوطنية للعمال والطلبة" مما أضر بالقضية الوطنية التى كان العمال والطلبة اهم ممثليها)، وسياساتهم الرأسمالية المجحفة (مصانع ومعاملات تجارية عملاقة وينتهجون سياسة الصدقة بدلاً من عمل مشروعات تقى الشعب ذلها)، وطرق تجسسهم البغيضة حتى على بعضهم البعض (راجع مذكرات على عشماوى)، وتوسمت فيمن "يعرفون الله" خيراً، ولذلك ذهبت متحمساً ومقتنعاً بهم وتحديداً فى الجولة الثانية من الانتخابات، فربما كان هناك بعض أو كثير من اللوم عليك. أما إن كنت ممن توسموا خيراً فى "النخبة"، وذهبت إلى صناديق الإقتراع ورنين كلماتهم فى آذانك ... "نجاح مرسى انتصار للثورة"، "يجب أن ندعمه بكل الوسائل للحيلولة دون إنتاج النظام القديم"، حتى أن هناك من فرط حماسته لهم، أو فلنقل ممن خُدع بمعسول كلامهم (وهذا فى رأيي ليس بعذر لأن الكذب والنفاق سمتهما المعروفان) فتحالف معهم فيما سمى بال "الجبهة الوطنية" ... وهنا يقع اللوم بالكامل على "النخبة" التي أدخلت مصر بالكامل عن جهل أو سذاجة فى نفق مظلم يعلم الله منتهاه. لن أدخل فى سرد مضنى ومعروف للكافة عما فعله الإخوان من بيع ثورة 25 يناير ودماء الشهداء والمقايضة عليها، كما لن لأدخل فى سرد السلسلة القمعية التي باتت تحكم مصر الآن وتواجه أي منتقد لمرسى أو لجماعته غير المقننة. هناك من تراجع عن موقفه بكل شجاعة ورجولة مثل "حمدى قنديل"، وعذره وقتها أنه كان مدفوعاً بحب مصر، ولا مزايدة أبداً على من يملك مثل تاريخه المشرف والذى دفع ثمنه غالياً، وهناك من أصر على موقفه رغم كل ما تكشف له من نفاق الإخوان وغدرهم وتراجعهم المتكرر عن تصريحاتهم واتفاقياتهم حتى المُعلن منها، ربما بسبب التكبر عن الاعتذار، أو بسبب موقف شخصي بينه وبين خِصم مرسى (أحمد شفيق)، فبات ينتقدهم على استحياء لذر الرماد فى العيون، لكنه فى الواقع يذر الرماد والحسرة فى عيون مصر والمصريين، و يهيل رماد أكثر وأكثر على تاريخه ومكانته. وفى النهاية لا يسعنى سوى قول أن "النخبة" قد أسقطتنا جميعاً فى الجُب .. كما الجهلاء .. لا فرق بينهما. Comment *