وأخيرا شاهدت حلقة كاملة من برنامج صفوت حجازي، علي قناة الناس!! مر الوقت جالسا بفم مفتوح غير مصدق ما أشاهده. ليس لمستوي البرنامج ومقدمه.. بل من غني بلد النخانيخ.. بكل أنواع النخانيخ. تأمل ابتسامة صفوت حجازي وقارنها بابتسامة صبري نخنوخ، وإن أردت أخبرني بما ستكتشفه. بعد ساعات من القبض علي نخنوخ.. تخاطبه المذيعة الطهقانة من نفسها ومنا: (أنا شايفة في عينيك حزن كبير). فيرد هو عليها: (الحمد لله). تكرر العبارة، فيرد عليها بنفس الرد.. الحمد لله!! دون أن تفارقه ابتسامة الرجل الورع، الواثق، الموحد بربه، والمطمئن البال.. بسبب هذا الإيمان الذي تملكه. لكنها ابتسامة المهزوم.. بعكس ابتسامة صفوت حجازي. وبسبب عضو المجلس القومي لحقوق الانسان، وابتسامته، وقعت في مناطق أخري. أن تواجه فجأة العشرات من الابتسامات المستفزة.. عصام العريان، البلتاجي، نادر بكار، إلخ.. نفس الابتسامة.. لا أساويهم طبعا بالبلطجي نخنوخ، فهم مختلفون في مستوي الذكاء، والمواهب، والإمكانيات، والأدوار التي يلعبونها في بلد النخانيخ. أستاذ عاطف: كان أستاذ عاطف مدرسنا للغة الألمانية في المدرسة الإعدادية. أن ارتكبت خطأ أثناء الحصة، يتوقف عن الشرح بهدوء.. يقترب ويأخذ يدك.. يضعها فوق الدكة.. بحيث يكون بطن اليد إلي أسفل.. وبكل قوته يهوي بعصاه الغليظة فوق يدك الصغيرة.. يعود هادئا ومبتسما، لسبورته. غارقا في عرقه وممتلئا بالنشوة. يستأنف الشرح بهدوء، وبابتسامة الواثق.. العارف باللغة الألمانية.. نشوان بعذوبتها ودقتها.. وطريقة نطقه بها. وحين يحكي إحدى حكايات إقامته في ألمانيا، أثناء المنحة، "تتلوث" الابتسامة ببعض الأسي والحنين لهذا المكان البعيد، الذي كان ببرودته يعفيه من العرق وبلل القمصان.. لكنها لا تتوقف عن كونها ابتسامة سمجة. كان نصيبي مزدوجا من الأستاذ عاطف. فقد كان مكلفا من إدارة المدرسة بحصص الدين المسيحي، أحيانا. لم يضربنا خلالها أبدا. كان سمحا، وعلي وجهه نفس الابتسامة.. التي تبدو وكأنها تصلب عضلي في الوجه. لم يكن يضربنا خلالها لأنها حصة الدين، ولا يجوز الضرب في حضرة المسيح. لكن.. ألا يتواجد المسيح في كل الأماكن مثلما يقول الإنجيل؟ أم أنه ممنوع من دخول حصص اللغة الألمانية؟ الله أكبر وللصين الحمد: غضب البعض لأنني سخرت من زيارة الرئيس للصين، كاتبا علي صفحتي "الشخصية" في الفيس بووك: الله أكبر وللصين الحمد. قالوا أنني حرفت شعار الإسلام. وأن الحمد لله وفقط. ما رأيكم إذا حين يغير صفوت حجازي لقب أبو حامد، ليسميه أبو حامض؟ أما عن نفسي، فقد كنت أهتف مع الإسلاميين أحيانا عبارة "الله أكبر"، أثناء إلقاء الحجارة يوم موقعة الجمل. ولم أر يومها صفوت حجازي في الصفوف الأمامية. لكن الطيور علي أشكالها تقع.. فيتحول الداعية إلي ركن من أركان دولة الخلافة.. لأن الخليفة قد اختاره، من بين بعض أصحاب الابتسامات النمطية، والتقلصات العضلية في الوجوه.. ابتسامات ملأى بالإيمان.. وما يمنحه للروح من سلام وهدوء ونقاء. تحافظ علي ابتسامتك، ولا تتنازل عنها أبدا حين تسب أو تكذب أو تدلس أو تروج للإشاعات والأكاذيب.. أو تستمع لهيستريا من يتصلون ببرنامجك ليتحدثوا كالببغاوات، شاتمين الآخرين.. كل الآخرين. المتصلون غالبا لديهم نفس الابتسامة المؤمنة بأن من يختلفون معهم سيموتون بغيظهم.. يتحدثون وكأن "مرساهم" قد امتلك العالم، وإلي الأبد. وينسون أن "مرساهم" قد نجح علي "الحركرك".. وبفضل الرعب الشفيقي. تم القبض قبل أيام علي فتاة مسيحية صغيرة في قرية باكستانية، يقطنها المسيحيون والمسلمون. اتهموا الفتاة بأنها أحرقت القرآن. بدأت محاكمتها التي ربما تسوقها للإعدام. وأثناء التحقيقات تتكشف القصة تدريجيا. الطفلة.. التي تعاني من شئ أشبه بالتخلف العقلي.. بحثت أمام بيتها عن ورق كي تشعل حطبا.. وجدت بعض الأوراق الملقاة، واستخدمتها. كان من بينها صفحات قرآنية.. دسها إليها واحد من الشيوخ كي يشعل فتنة في القرية، ويتم تهجير المسيحيين منها. حين قبضوا عليه واجه الكاميرات بنفس ابتسامة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.. الذي تتردد معلومات تشير إلي أنه قد مارس التعذيب والاهانة الجسدية لبعض العناصر خلال بعض الاعتصامات. عموما.. هو لا يتردد لحظة في تهديد خصومه تلفزيونيا كتب لي أحد الأقباط المهاجرين منذ سنوات طويلة إلي فرنسا، ولا أعرفه، رسالة هادئة، ربما يكون قد كتبها وعلي وجهه نفس الابتسامة الواثقة النقية، قال لي فيها: (من يشكك في ظهور العذراء مريم شخص مختل عقليا.) ما هي عقوبة المختل؟ العزل أم القتل؟ وما عقوبة من يشكك في مواهب الرئيس، مواهب الخليفة؟ ما هي عقوبتي إن قلت أن الرئيس لم يفعل ما يجعلني أحترمه؟ وأن خطاباته – بما فيها خطاب إيران الشهير – هي خطابات تافهة؟ بماذا سيعاقبني صفوت حجازي الذي تكلم كثيرا عن الخطاب، مرددا عبارة (عندنا رئيس راجل.. راجل)، بابتسامة توجع البطن؟ مريلة المدرسة: إنها ابتسامات كالزي المدرسي.. كمرايل المدارس المقلوبة والمبقعة بصلصة حمراء.. نخرج جميعا للشارع بنفس الزي/الابتسامة.. كأطفال أغبياء.. سعداء برئيسهم وجماعته.. الذين وجدوا بين أيديهم بلدا بحجم مصر.. فيبتسمون ويشكلونه علي مزاجهم.. مزاج صفوت حجازي وعصام العريان والبلتاجي ونادر بكار. فترتعب من منظر المجتمع الذي يتحول لقطيع غنم في مرايل مدرسية. هل سأعاقب بأن يوقفوني في الشمس ساعات، لأعمل "صفا وانتباه" مرددا عبارة الداعية: عندنا رئيس راجل.. راجل؟ فعلتها معي آحد المعلمات وأنا في المدرسة الإبتدائية.. تغيبت المعلمة الأصلية، فحضرت أخري محلها. بقيت مع آخرين لنلعب في الحوش. وضبطونا.. عاقبتني بأن أنسخ مائة مرة عبارة: (أنا باسل هارب من الحصة). كنت أكتبها وأبكي من تأنيب الضمير والإحساس بالعار. وبعدها بسنوات اكتشفت كم كنت أكره هذه السيدة. أراني الآن وسط القطيع.. أكتب مرات لا تنتهي، الجملة التي يرددها الرئيس بمناسبة أو بدون مناسبة: (مصر دولة مدنية)!! أتوقف خلسة عن نسخ الجملة.. أتلفت.. فأري أصحاب الذقون والابتسامات البريئه الخاشعة.. قد قتلوا شابا لأنه جلس مع فتاة، حطموا تمثال السينمائي محمد كريم أمام أكاديمية الفنون، منعوا مقالات، حطموا آضرحة وأكشاكا للكتب..!! فتبتسم وتردد وراء الرئيس في الطابور الصباحي: مصر دولة مدنية.. عاشت المذيعة المحجبة!! وتتشابه الابتسامات داخل المرايل المدرسية الملوثة.. فقد دخلنا الشوال الديني المسمي ب "مصر مرسي".. علي غرار "سوريا الأسد". حدوتة ختامية للرئيس: كان اليوم الأول لابنة صديقة إسبانية في مدرستها، في برشلونة. الحدث جديد واحتفالي للأم السعيدة بطفلتها.. بذهابها للمرة الأولي للمدرسة، ولأنها ستصطحبها وتسير معها في الطريق. بعد أن ألبست الطفلة مريلتها المدرسية، دخلت حجرتها، ارتدت فستانا جديدا، وتزينت، لتبدو جميلة وجذابة، وهي بالفعل كذلك. تأخذ بيد الطفلة.. تتطلع للمارين بابتسامة فخورة بالفستان الجديد والمريلة المدرسية.. وكأنها تدعوهم لتأمل هذا الجمال العابر.. وهذه اللحظة من السعادة المطلقة، التي تعيشانها. لم تلتفت في الطريق لمظاهر الضيق البادية علي طفلتها.. كانت مشغولة بتأمل صورتهما.. فمن الطبيعي أن يتضايق بعض الأطفال أمام التجارب الجديدة.. وأمام بوابة المدرسة تكتشف سبب الضيق.. فقد ألبست الطفلة المريلة المدرسية بالمقلوب. فهمت حاجة يا سيد مرسي؟ لعلك تفهم هذا الشاب الغاضب.. غير المبتسم.. حين يخلع المريلة – المقلوبة - ويخرج إلي الشارع، صارخا: تسقط دولة مرسي المباركية الدينية. [email protected] Comment *