- قصة/ محمود فاروق ينطلق تسبقه ابتسامته وعقود الزهور البيضاء تفسح له الطريق برائحتها ... أين يمكن أن تجده ؟... هل علي الكورنيش حيث تلتقي الأيدي وتحتضن الأصابع ويشهد النيل علي الحب والشوق الكامن في العيون ... فيأتي هوليكمل قصص الحب الوليدة بالفل الأبيض ... حيث تتوج الأميرات بأكاليل يصنعها هوووالدته طول الليل ليبيعها طول اليوم ... اوهناك في إشارة مرور وسط السيارات المتوقفة في انتظار ضوءا يسمح لها بالانطلاق. يأتي هوليكسر ملل الانتظار ويلطف الجوالحار بما يحمل من عبير منعش. لم يربط أبداَ بين طراز السيارة وقائدها ... تجاربه علمته ألا يأمل كثيرا في قائدي السيارات الفارهة كما يفعل زملاؤه ... يتأملهم كثيرا محاولا معرفة السر في جفاف قلوبهم... هل صارت أموالهم غيوما في سماء كرامتهم فأمطرت بخلا واستعلاء ؟... يتجاهلهم مثلما يتجاهلوه... ونظرات عينه القوية تغتال أي محاولة لمعاملته كمتسول ... يجد نفسه في كل مكان يذهب إليه...فيصير جزءاَ منه ... ولا يصير للمكان أي معني إلا بوجوده ... صار البرواز الذي لا يكتمل جمال أي لوحة إلا به... لكن اليد الخشنة امتدت بسرعة لتمزق جمال اللوحة والأنفاس الكريهة تغرقه في أوحالها ... يحاول تجاهلها كالمعتاد بابتسامته ... لكن اللهجة القاسية تشق ابتسامته فتمزقها ... يحتاج وقتا ليلملم نفسه ... لكن هذا اللص يري إنه لا يستحق هذه الرفاهية ... تخرج منه الكلمات مضطربة ... بالكاد تتميز عبارة ( علي باب الله )... تذوب وسط الضحكات الساخرة ... تنساب ثقته رغم محاولاته المستميتة للتمسك بها ... يشعر بأن الكل ينظر إليه دون أي إهتمام بتخليصه مما هوفيه ... لقد كان يبيع لنا السعادة ويقبض ثمنها ... لكن منذ متي كان مجرد بائع ... لينقذه أي أحد ... لا يجد غير عقود الفل تحتضن أصابعه أكثر وأكثر ... لا يدرك ما الذي حدث... لكن ينتهي الامر به جالساَ وصدره يرتجف خوفاَ ... عرق أصابعه يروي عقود الفل ودموعه تحاول خداع عينيه ... هل به طاقة لمقاومتها؟... يحاول ... يحارب حتي يأدها ... يتذكر دعوات أمه كل صباح ... وابتسامة الفل التي يختزنها وجهه ... يضغط علي نفسه حتي يستطيع رسم الابتسامة علي وجهه مرة اخري ... يقف لينطلق من جديد ... تاركاَ قطرة من دموعه تشكووحدتها لرائحة الفل التي تأبي أن تغادر المكان.