صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد التاسع من سلسلة "مراصد"، والتي تضم دراسة للباحث معتز الخطيب بعنوان: الإسلام و"الإرهاب" في الفكر الغربي: النماذج التفسيرية.. وخلفياتها. وتسرد الدراسة الرؤى والأطروحات المتداولة في المجال الغربي في هذا المجال، مع صوغها في نماذج تفسيرية كلية، ثم ربطها بأصولها وخلفياتها الفكرية التي تشكل الأطر الحاكمة لتلك الرؤى والتفسيرات، وعلاقة تلك النماذج التفسيرية للإرهاب بالأطروحات الاستشراقية والأنثروبولوجية البارزة. ويتطرق الباحث إلى الكتابات الغربية حول الإرهاب والإسلام، مبينًا أن معالجات وكتب الإسلام، والإرهاب، تفاوتت في كتّابها وتوجهاتها ورؤاها، وعمقها، فتراوح مؤلفوها بين الدارس المتخصص والهاوي العابر، وصولاً إلى خبراء الإرهاب سواء في مكتب التحقيقات الفيدرالي مثل بول إل. ويليامز، أو في دوائر الأكاديميات والسياسة والاستراتيجيات من أمثال إيان ليسر وبروس هوفمان وديفيد رونفلت وجون أركويلا ومايكل زانيني. ويؤكد أن الغاية الأبرز من عدم تعريف الإرهاب، هي إخضاعه للحسابات السياسية ومصالح الأطراف الأقوى في المعادلة الدولية، التي تصوغ المفاهيم والتعريفات والرؤى بحسب بوصلة مصالحها الأمنية والاستراتيجية والقومية، بعيدًا عن أي إطار معياري وقيمي، فكلما ازداد المفهوم غموضًا أصبح أكثر عرضة للتطويع الانتهازي. وتتطرق الدراسة إلى ظاهرة ربط الإسلام بالإرهاب، ويقول الباحث إنه لا يمكن الجدل في أن هنالك جدلاً واسعًا في الغرب حول الإسلام وعلاقته بالإرهاب، وأنه في وسط هذا الجدل هنالك تيار فكري وسياسي تنامى في الغرب وجاءت عمليات 11 سبتمبر وما تلاها فمنحته بعض المصداقية والوقائع التي يدعم بها خطابه. وتتطرق الدراسة في الختام إلى الفهم الغربي للظاهرة الإسلامية، ويقول الباحث إنه لا يمكن نفي اضطراب الفكر الغربي في فهم الظاهرة الإسلامية، وخاصة الإرهاب. ويتناول الباحث في هذا الإطار أربع نقاط مركزية في هذا الاضطراب وهي: المفاهيم، والقيم، وحدود النظر، وإدراك السياق. Comment *