في تقرير لجريدة "نيويورك تايمز" حول تطور الأوضاع في سوريا و السياسات الجديدة في مصر تقول الجريدة، أن الوصول لحل الأزمة السورية ومحاولة وقف العنف هي من أهم الأولويات التي يهتم بها مرسي في لقاءه مع إيران وتركيا والسعودية. خاصة بعد فشل الجهود التي قامت بها الجامعة العربية لمحاولة وقف الحرب الأهلية في سوريا، وتضيف الجريدة أن خطة الرئيس المصري تحدد الطريق المستقل الذي ستتخذه مصر لاستعادة دورها في المنطقة. وتضيف الجريدة على لسان ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن" مصر تطمح لإنجاح هذا اللقاء الرباعي". وأضاف أن القضية السورية هي الموضوع الأساسي الذي سيناقشه الرئيس مرسي في زيارته إلى الصين، وأكد علي أنها جزء من مهمته في الصين وجزء من مهمته في روسيا وكذلك جزء من مهمته في إيران. وتضيف الجريدة رأي عماد شاهين أستاذ سياسي بالجامعة الأمريكية أن الدول الغربية الآن تترقب كيف تستطيع القيادة الإسلامية لأكبر الدول العربية من الممكن أن تغير الترتيبات الإقليمية المدعومة أمريكياً، وتضيف أن مرسي الآن يركز على التقسيم المعتاد لأمريكا للدول العربية بين دول حليفة كمصر والسعودية ودول معادية مثل إيران. وتؤكد الجريدة أن مبادرة مرسي رغم أنها تتعاون مع منافسي الولاياتالمتحدة إلا أنها تشترك في أهدافها مع الرغبة الغربية في إنهاء إراقة الدم السوري. وتضيف أن هذه المبادرة من الممكن أن تثير حفيظة واشنطن وإسرائيل من تغيير السياسة الدولية والإقليمية في المنطقة حول فكرة التعاون مع إيران، ولكن المحللين يرون إنها مجرد سياسة إقليمية خارجية. وعلى الرغم من فشل الجامعة العربية ومبادرات الوالايات المتحدة لوقف العنف إلا أن المحليين يرون أن فرصة مرسي قد تكون لديها الفرصة الأفضل للتوصل إلى صيغة للسلام ويرجع ذلك إلى العداء المتبادل بين إيران والدول الغربية. وتضيف على لسان بيتر هارلينج باحث في سوريا في مجموعة الأزمات الدولية أن " أي جهود للتعاون مع إيران تشمل المعسكر الغربي خاصة الولاياتالمتحدة سيكون من المستحيل تنفيذها". وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية المصري كان قد قام بالفعل بالاتصال بنظراءه الثلاث في الدول الأخرى لترتيب لقاء أولي. وكان مرسي هو أول من اقترح القيام بتلك المبادرة هذا الشهر لترتيب لقاء لدول العالم الإسلامي في مكة، وكانت وسائل الإعلام الإيراني قد أشادت بتلك الخطوة. وقالت الجريدة وفقاً للسيد علي أن زيارة مرسي إلى طهران هذا الأسبوع لن تستمر لأكثر من ساعات دون أي أحاديث ثنائية. ورفض "علي" التكهنات حول أن مرسي سوف يعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إيران. ومع ذلك فقد أشاد علي بإدراج إيران في فريق الاتصال الإقليمي حول الشأن السوري لأن إيران، حسب قول علي من أهم الأطراف المؤثرة في الأزمة السورية ومن الممكن أن تكون هي الطرف الفاعل في حل الأزمة. وعلى الرغم من الاختلاف الواضح في التوجهات لكل من الدول المشاركة في المبادرة إلا أنه يعتبر مقياساً للتغيير الديناميكي في المنطقة، وتضيف الجريدة أن مصر والسعودية من أسرش المنافسين لإيران. وبمجرد أن قدمت إيران الدعم العسكري لحكومة الأسد فقد قامت تركيا والسعودية بمساعدة المتمردين السوريين. وتضيف الجريدة أن رأي المحللين السياسيين في مبادرة مرسي أن مصر لديها المصداقية لأخذ الزمام حيث تعتبر الآن اللاعب الناشيء في العالم العربي والنموذج الناجح للتحول الديموقراطي في الربيع العربي. وأضافت أن علاقة مرسي بحكومة حماس ذات الصلات العميقة في سوريا سواء بالمعارضة السورية أو داخل الحكومة قد تسهم في تيسير المفاوضات حول الوضع السوري بشكل كبير. وتشير نيويورك تايمز إلى تأكيد ياسر علي على أن الرئيس مرسي يعتزم أن تكون السياسة الخارجية المصرية تنتهج الانفتاح وأن تكون أكثر تفاعلية ونشاطاً بعد الركود الذي أصابها لفترة طويلة، وأضاف أن" مرسي يهتم أيضاً بإعادة إحياء الاقتصاد المصري المحتضر. وأضاف علي أنه" يطمح في الحفاظ على الشراكة العسكرية المصرية مع الواليات المتحدة والتي تنص على إمداد مصر بمساعدات عسكرية سنوية تبلغ 1.3 مليار دولار" كما أتبع" أنه بعد أن تسلمت مصر قرضاً يبلغ 3مليار دولار من السعودية وقطر، فإنها تسمعى للحصول على 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي كما أن هناك محادثات أمريكية بشأن إرسال أكثر من 1مليار دولار مساعدات لمصر". وتشير الجريدة إلى أن زيارة مرسي للصين سيكون بها عنصر أساسي وهو المزيد من الاستثمار الأجنبي، حيث تعتبر مصر البوابة الإفريقية والدولة العربية الأكثر اكتظاظاً بالسكان ومن الممكن أن تكون مصر مركزاً للتجارة الإقليمية أو مستودعاً للبضائع الصينية. وتضيف على لسان علي أن" مرسي يحاول العمل على إعادة الدور التاريخي لمصر كقائد في المنطقة. وأعقبت الجريدة ماقاله ياسر على أن " مصر لا تسعى لتشكيل تحالفات إنما تسعى إلى دور حقيقي لمصر، لأنها ليست دولة صغير سواء من حيث الجغرافيا السياسية أو عدد السكان والتركيبة السكانية والخبرة، وهذا ما يعينه إعادة التعريف بدور مصر الإقليمي والأمن القومي". هارلينج بيتر " فرصة مرسي للتوصل لصيغة لوقف العنف قد تكون الأفضل حتى الآن". التقرير: مرسي يحاول إعادة الدور التاريخي لمصر كقائد في المنطقة