تناول للحملة الفرنسية التي قادها نابليون علي مصر ، أدخلتنا المؤلفة عزة شلبي الأحداث من خلال ثلاث وجهات رئيسية ،أولا الحملة نجد نابليون بونابرت القائد ويجسد الطموح باحتلال مصر ويستخدم كل الحيل والأحابيل كي يفرض سيطرته علي المصريين لكن نهاية فشلت الحملة واضطروا للانسحاب ويقوم بدور بونابرت الممثل الفرنسي جريجوار كولين,كذلك ظهر عدد من القواد أبرزهم الجنرال كافاريلي المهندس المتفتح الطيب والذي سعي لنهضة علمية مثلا في انشاء المجمع العلمي والتطور الهندسي وأحب التعاون مع المصريين وأظهرته المؤلفة كانسان متحضر يحب التواصل ويسعى لنشر العلم لكنه حينما يدخل في نقاش مع البنايين عنما يفعله المحتل لا يتحدث . قتل في حصار عكا وأثر كثيرا علي الروح المعنوية للمحتل. ثانياً المماليك شخصية مراد بك ويمثله الفنان القدير سيف عبد الرحمن و يمثل تسلط المماليك وغرورهم وضعفهم وعدم معرفتهم بقوة المحتل الحقيقية . وزوجته نفيسه البيضا أم المماليك ومثلته الفنانه القديرة ليلي علوي ويعتبر اضافة كبيرة في تاريخها الفني من الأداء والصدق والطيبة، لعبت دورا كبيرا في الربط بين الأطراف كلها فهي محبوبة لدي المصريين بتقربها للسيدات المصريات فقدمت لهن أعمال الخير والخدمات من الخدمة الطبية الي التعليم وفي الاحتلال هدأت الأوضاع وبحثت عن المفقودين الخ، كذلك كانت علي علاقة ود بسفير فرنسا قبل الحملة وتعرف اللغة الفرنسية وتتابع أعمال موليير، وتبرز أهميتها حينما شك بونابرت في دعمها لمراد فأعتقلها وفوجئ بثورة سيدات مصر للأفراج عنها. ثالثا :عائلة مصرية الأم هي خديجة ومثلت الدور الفنانة القديرة سوسن بدر وأدت دوراهاماً وصادقاً بخبرتها الكبيرةهي أم مصرية حنونة وهي بوصلة البيت ، هي صديقة أم المماليك وزوجة الحاج عبد الرحمن وأداه الفنان القديرهادي الجيار .وهي أم ( علي ) وأداه الفنان شريف سلامه ويمثل مجدعة ابن البلد الحداد فيه تناقضات الانسان المصري العامل من جرأة واقدام علي الحياة و التضحية من أجل من يحب ونجده يشرب الخمر ويحب النساء ولما ضاق الرزق اشتغل عند الفرنساويه ،لكنه يساعد الثوار وله أراء سياسية متشدده ضد المحتل، وتعلق قلبه برقية والتي مثلتها الممثله فرح يوسف التي مثلت عمق مأساة المرأة المصرية في مقتل والديها ولا ينسي المشهد الذي خيطتها أمها قبل وفاتها خوفاً من اغتصاب الفرنساوية لها وحفاظاً عاي عفتها!وفقدت رقية طفليها ولجأت لبيت الحاج عبد الرحمن بعد تشردها ...كذلك لا يُنسي شرودها لضياع طفليها وعدم استكطاعتها للفرح ولا للزواج. أما عن (ورد ) والتي أدت الدور الممثلة الرقيقة أروي جوده والتي كانت شغوفة بتقليد اليونانيين ثم الفرنسيين في اللغة والملبس والأكل والاتيكيت و تتباهى بطموحها وحبها للحياة .والذي دفع زوجها حسن الممثل (بهاء ثروت) الي قتلها بالخطأ لأنها لا تطيعه ووتتحداه دائما ، وظهر أبو ورد الفنان القدير صبري عبد المنعم في دور من أجمل أدواره حساسية سواء بتعليقاته علي الأحداث أو حكمته أو بحزنه علي مقتل ورد. ولا يُنسي لورد مشهد ضياع ابنها ومشهد عودتها الي بيتها وحين محاولة الزوج الاستراحة نهرته وأخرجته كي يبحث عن الولد . واستطاع المخرج التونسي شوقي الماجري ،ان يقدم عملا متكاملا بممثلين علي درجة مهنية عالية من سوريا ولبنان وتونس وفرنسا ومصر وبطريقة اداء تمثيلي مميزة اقتربت أحيانا من أداء المخرج الكبير يوسف شاهين خاصة في مشاهد سيف وسوسن ، وباختيار مناسب لأغنية بهية للشيخ امام ونجم وبادارة معارك متقنة، مسلسل ينتمي للغة سينمائية عالية والتصوير لابراهيم حسن مميز ،.وأعطت الموسيقي التصويريه لرعد خلف عمقًاً للرؤية. وظهر الديكورمناسباً لعادل مغربي سواء في القلعة او مصر القديمة او غيرها ومكياج جميع الشخصيات متقناً لأحمد عفيفي.كذلك الاضاءة فظهركل مشهد كلوحة تشكيلية. والأحداث اجمالاً وتفصيلاً معروفة سلفاً ولم ألحظ خلافاً تاريخياً مع ما هو معروف ولم يتوقف المسلسل كثيرا عند جدلية البندقية والمطبعة ليترك أمامنا المأساة المصرية باقية بأحداثها . فرؤية المسلسلسل أقتربت من مأساة الأسرة المصرية سواء كضحية للفرنساوية أو المماليك أو العربان قطاع الطرق أو اللصوص/ البلطجية. ومن المشاهد المؤثرة أذكر هنا : مشاهد الحرب واقتحام القرى ،خلع أبواب البيوت، زيادة الضرائب، الحاق الأطفال بالجيش للحرب ، خطف الأطفال ، خطف النساء، تدنيس الأزهر، اقتحام المقابر، كذلك استعمال المستعمر الأقباط لزرع الفتنة الطائفية. مما يحيلنا للحاضر في أحداث ومشاعر كثيرة فيما تمر به البلاد من صراع سياسي وفترة ارتباك اجتماعي و فوضى انه تماس ذكي مع الحاضر بشكل واع . [email protected] Comment *