حققت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" نجاحاً جديداً الأيام الماضية من خلال هبوط المسبار "كيريوزتي" والذي يزن 900 طن على سطح المريخ بعد رحلة إستمرت 8 أشهر، وهو ما يعد نقطة تحول جديدة في عالم أبحاث الفضاء، وكانت دويتش فيلله قد أجرت حوارا مع مدير المركز يوهان ديتريش فورنر وسألته عن نقطة التحول الجديدة هذه في مجال أبحاث الفضاء، وسألته عن إمكانية بناء أول منزل على سطح المريخ والهجرة إلى هناك ،فأفاد بأن الهجرة إلى المريخ حالياً ليست بالمسألة الممتعة فظروف الحياة هناك لا تناسبنا كبشر، إذ سيتعين علينا دائماً ارتداء ملابس خاصة كما أن الاعتماد على الإمدادات من الأرض على المدى الطويل لن ينقطع. أما عن السبب وراء إنفاق كل هذه المبالغ الطائلة على مثل هذه الأبحاث، فأوضح أنه حتى نتمكن من التوصل لنتائج قابلة للتطبيق هنا على كوكب الأرض، على سبيل المثال فيما يتعلق بأبحاث المناخ وأنظمة التواصل والتوجيه. والسبب الثاني هو البحث العلمي فنحن بحاجة للتعرف على كيفية نشأة الأرض وعلى المزيد من المعلومات حول نظامنا الشمسي والكون بأكمله، وهذه المعلومات لن تكون مفيدة في اليوم التالي مباشرة، لكن بين الحين والآخر تولد هذه اللحظات المثيرة التي تساعدنا بالتدريج في الحصول على معلومات جديدة. وأوضح أن البعثات الإستكشافية والبحث العلمي حول المريخ مستمر منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن وأن الأمر لا يقتصر على "كيريوزيتي" فحسب. مسبار مارس إكسبريس مازال يقوم برحلات حول المريخ ويلتقط صوراً دقيقة لتربته باستخدام كاميراً عالية الجودة تم تصنيعها في ألمانيا. نعرف الكثير عن كوكب المريخ وعن تربته واكتشفنا أيضاً وجود مياه متجمدة على سطحه لكن ما لا نعرفه هو: هل هناك حياة على المريخ تشبه الحياة التي نعرفها هنا على الأرض. هذا سؤال مثير للاهتمام يحاول المسبار "كيريوزيتي" حالياً البحث عن إجابة له. وان كل واحد من هذه المسبارات التي أرسلت للمريخ خلال العقود الأخيرة كانت له مهمة خاصة فالأمر بدأ بالتقدم التكنولوجي الذي ساعد في مجرد تحقيق حلم الوصول للمريخ والهبوط على سطحه بسلام وهذه مسألة ليست سهلة على الإطلاق. بعد ذلك جاءت مهمة التعرف بدقة على سطح المريخ عن طريق صور دقيقة تساعد في التعرف بشكل أكبر على نوعية التربة هناك، والآن وبمساعدة "كيريوزيتي" يجري لأول مرة التعرف على مستويات الإشعاع في تربة المريخ وهي مسألة مهمة يجب وضعها في الاعتبار لدى محاولة التعرف على إمكانية وجود حياة على المريخ، فالإشعاع بشكل ودرجة معينة يفيد الحياة لكنه قد يكون عائقاً أمام وجودها أيضاً. ويلعب البحث العلمي الألماني هنا دوراً مهماً في بحث مستويات الإشعاع في المريخ. وأكد رغبة العلماء في معرفة كيف نشأ المريخ وماذا يخفي هذا الكوكب من مواد في طبقاته العميقة، فهذه المواد هي التي ستساعدنا إذا كنا نرغب في إقامة حياة هناك بأي شكل من الأشكال في المستقبل. لكن ثمة سؤال مهم يشغلنا: هل الكائنات الحية موجودة على الأرض فقط وهل كوكب الأرض فريد من نوعه. ثمة أدلة تشير إلى أننا لسنا وحدنا في الحياة وإذا كان جارنا المريخ يحتوي على أي أشكال من الحياة فإن هذه معلومة مفيدة جداً في الدفع بأبحاث الفضاء خطوات للأمام ، وان هذا هو الهدف من الرحلات القادمة للمريخ وأخرا افاد يوهان أنه على قناعة أنه سيكون بالإمكان في يوم من الأيام إرسال بشر إلى المريخ. الفضول جزء من إرثنا الثقافي لذلك سيحاول الإنسان وضع قدميه على المريخ لكن متى سيتحقق هذا؟ هناك تقديرات مختلفة تتراوح بين عامي 2030 و2040 لكن يجب فعل الكثير حتى هذا الوقت. اليوم ليس لدينا التقنيات التي تساعدنا في إرسال إنسان إلى المريخ وإنزاله هناك بشكل آمن ثم إعادته مرة أخرى. Comment *