قال السودان يوم السبت انه توصل الى اتفاق مع جنوب السودان بشأن رسوم نقل النفط وهي خطوة اولى نحو انهاء نزاع دفع الجانبين الى شفا حرب لكنه قال أيضا انه يريد اتفاقا لأمن الحدود قبل استئناف تدفق النفط. وكان اقتسام ايرادات النفط من أكبر القضايا التي بقيت دون حل عندما استقل جنوب السودان في يوليو الماضي بموجب اتفاقية عام 2005 التي أنهت حربا أهلية استمرت عدة عقود وقتالا على الحدود دفع الجانبين الى شفا حرب اهلية. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان اتفاقية النفط أظهرت "روح التوافق لدى الجانبين" وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه يجب على السودان وجنوب السودان البناء على هذه القوة الدافعة لحل قضايا الحدود والامن المتبقية. وقال في بيان أصدره البيت الابيض "هذا الاتفاق يفتح الباب الى مستقبل يتسم برفاهية أكبر لشعبي البلدين." وفي اغلب الاحوال لم ينفذ الجانبان اللذان يعانيان من انعدام الثقة الاتفاقات السابقة ومازالا يحتاجان الى ترسيم الحدود بينهما التي تمتد 1800 كيلومتر وحل قضايا بشأن اتهامات متبادلة بمساعدة متمردين في اراضي الجانب الاخر. وتسبب جنوب السودان في مشاكل كبيرة للاقتصاد في البلدين عندما اغلق انتاج النفط الذي يبلغ 350 الف برميل يوميا في يناير بعد ان بدأ السودان مصادرة النفط الذي يتدفق في خطوط انابيبه للتعويض عما سماه رسوم مرور لم تسدد. وقال ثابو مبيكي وسيط الاتحاد الافريقي يوم السبت ان الجارين سيبدآن محادثات الآن لاستئناف صادرات نفط جنوب البلاد. وقال مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق "انه اتفاق بشأن كل الامور. المسائل المعلقة كانت رسوم النقل والتكرير والعبور." وقال "ستتخذ خطوات لكي تبدأ الشركات عملية استئناف صادرات النفط من جنوب السودان." ولم يذكر مبيكي تفاصيل مالية عن الاتفاق لكن وفد جنوب السودان قال ان جوبا ستدفع في المتوسط أقل من عشرة دولارات للبرميل. كما عرضت صفقة قيمتها 3.2 مليار دولار لتعويض السودان عن خسارة معظم ايراداته النفطية لصالح الجنوب. وكان في السابق قد عرض 2.6 مليار دولار. ونشرت وكالة السودان للانباء وثيقة جاء فيها ان السودان خفض رسوم العبور الى نحو 22 دولارا للبرميل من مبلغ مبدئي قدره 36 دولارا. وأضافت الوكالة ان السودان يريد تعويضا قيمته 3.02 مليار دولار ضمن مطالب أخرى. وقال مبيكي "تدرك الاطراف جيدا انه سيكون من المهم بحلول الوقت الذي يبدأ فيه النفط في التدفق مرة اخرى ان تكون الترتيبات الامنية الضرورية نافذة." واشارت الوكالة الى ان السودان قال ان اتفاق النفط لن ينفذ إلا بعد ان يتم التوصل الى ترتيبات امنية بعد انتهاء شهر رمضان. وأبلغ مطرف صديق المتحدث باسم الوفد السوداني وكالة الأنباء الرسمية أن الجانبين توصلا الى تفاهمات فيما يتعلق بالنفط تعتبر مقبولة. وقال ان تنفيذها سيبدأ بعد التوصل الى تفاهمات بشأن القضايا الامنية. وقالت مصادر في صناعة النفط ان استئناف انتاج النفط قد يستغرق ستة اشهر أو فترة أطول لان خطوط الانابيب ممتلئة بالمياه لتجنب التبلور وان بعض الابار لم تغلق بطريقة مناسبة. وقال مبيكي انه من المقرر ان يبحث الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير قضية أبيي الشهر القادم بعد انتهاء شهر رمضان. وقال "أبلغناهم (الاتحاد الافريقي) بأنه تم التوصل الى اتفاق بين الطرفين على ان موضوع الوضع النهائي لابيي سيتم تناوله في اجتماع القمة القادم للرئيسين (البشير وكلير)." وكان من المقرر اجراء استفتاء مثل الجنوب بموجب اتفاقية سلام عام 2005 لكن الجانبين لم يتمكنا من الاتفاق على من يمكنه المشاركة في هذا الاستفتاء. Comment *