اعتبر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك أن المصالحة الفلسطينية دخلت مرحلة "عنق الزجاجة" منذ قرار حركة "حماس" تعليق عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة. وقال الدويك القيادي في حركة حماس، الذي أفرجت عنه السلطات الإسرائيلية يوم الخميس الماضي بعد سجنه لمدة ستة أشهر إداريا، في مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، أن المطلوب لتحقيق المصالحة هو "تكاتف الجهود والتحرر من الضغوط الخارجية من أجل إتمامها". وأضاف "إذا أمكن أن نتحرر بالقرار الفلسطيني ونستفيد من الوضع العربي الجديد سيكون تحقيق المصالحة متاحا وسهلا". فيما عارض الدويك بشدة قرار السلطة الفلسطينية إجراء انتخابات محلية في 20 أكتوبر المقبل في ظل عدم التوافق عليها مع حركة حماس، بما يعني اقتصارها على الضفة الغربية من دون قطاع غزة. إذ قال "لا أرى أن هذه الانتخابات ستمثل حلا للوضع الفلسطيني القائم، بل من شأنها أن تزيد من تكريس الانقسام الداخلي وتعقيد الحالة الفلسطينية الراهنة". ولكن المطلوب هو "إنهاء الانقسام الداخلي.. ثم تكون بعد ذلك كافة الملفات جاهزة للبدء بتنفيذها، ومن بينها الانتخابات المحلية والعامة.. والتي سيكون إنجازها في حينه تحصيل حاصل". وحث الدويك على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني تدير الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل موحد "لأن في ذلك تهيئة للأجواء المطلوبة لتحقيق المصالحة وحل الملفات ذات الإشكاليات، خاصة ما يتعلق بالمعتقلين السياسيين والحريات العامة". كانت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض قد قررت في 10 يوليو الجاري إجراء انتخابات للمجالس المحلية في أكتوبر المقبل "في كافة أنحاء الوطن" رغم رفض حركة حماس عقدها في قطاع غزة. ولم تجر السلطة الفلسطينية انتخابات للمجالس المحلية منذ عام 2005، تستهدف تلك الانتخابات 109 مجلس بلدي و250 مجلسا قرويا في الضفة الغربية إلى جانب 25 مجلسا بلديا في قطاع غزة. وقررت حركة حماس أخيرا تعليق عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة التي من المفترض أن تمهد لإجراء انتخابات عامة تنهي الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ منتصف يونيو 2007. وعلى الرغم من أن دويك أعلن عن اتصالات تجرى لترتيب لقاء بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القريب العاجل، إلا أنه انتقد السلطة الفلسطينية، معتبرا أنها تستخدم "نظاما بوليسيا للتضييق على الحريات العامة والسياسية". ورأى الدويك أن التظاهرات التي خرجت في رام الله مطلع الشهر الجاري تنديدا بعقد لقاءات بين مسئولين في السلطة الفلسطينية وإسرائيل "هي تعبير صريح عن حالة التضييق التي يعانيها الشعب الفلسطيني". قال إن هذه التظاهرات مثلت رسالة احتجاج ضد استمرار نهج التسوية الذي تصر عليه السلطة الفلسطينية، وحالة التضييق على الحريات العامة. وأضاف الدويك، أن "القمع" الذي تعرض له المتظاهرون مرفوضا في القانون الأساسي الفلسطيني الذي يؤكد بوضوح على حق المواطن في التظاهر والتعبير عن رأيه وهو أمر يتم انتهاكه من قبل السلطة الفلسطينية". من جهة أخرى، أبدى الدويك "قناعة تامة" بأن تطورات ثورات الربيع العربي تصب في صالح القضية الفلسطينية، وأن انتصار إرادة المواطن العربي ضد أنظمة الاستبداد "هو نصر مباشر للشعب الفلسطيني وقضيته". كما اعتبر أن صعود الحركات الإسلامية للحكم باعتبارها " انتصارا لإرادة الشعوب العربية والإسلامية" يشكل "انتصارا مباشرا وعضويا وجذريا للقضية الفلسطينية كقاعدة ثابتة وصحيحة أصدق من قواعد علوم الفيزياء ". الدويك يطالب بتشكيل حكومة توافق وطني في الضفة الغربية وقطاع غزة لتهيئة الأجواء للمصالحة