تواردت الأنباء القادمة من السودان أن الآلاف شاركوا في تظاهرات "جمعة لحس الكوع" أمس في أحياء العاصمة ومناطق أخرى متفرقة، واجهتها الأجهزة الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي مما أسفر عن إصابات بين المحتجين. ذكر موقع سودان تريبيون أن أجهزة الأمن قمعت أمس الجمعة موجة من الاحتجاجات شارك فيها الآلاف عقب صلاة الجمعة في الخرطوم العاصمة ونحو 12 مدينة ولائية واعتقل العشرات من المتظاهرين والناشطين. وكانت أشد الاحتجاجات عنفا بمسجد ودنوباي في امدرمان والذي يعتبر معقلا لأنصار حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي. امتلأت ساحة مسجد الأنصار بضاحية ودنوباي بما لا يقل عن – 5000 – حتى دخول الصادق المهدي زعيم حزب الأمة محاطا بالمئات من مؤيديه الذين هتفوا بسقوط النظام ورفض الغلاء، وذكر موقع "سودان تريبيون" أن بعض المصلين شعروا بالإحباط مع قول الرجل بأن المساعي لازالت جارية للبحث عن بديل للنظام الحاكم لأنهم كانوا ينتظرون منه قيادة الاحتجاجات، ونوه المهدي أن السودان في مفترق طرق بعد فشل النظام الإسلامي الحالي. وقال المهدي "ريثما نتفق على بديل سننطلق في اعتصامات بكل نواح السودان" وأشار إلى أن حق الاعتصام مكفول للجميع في المسجد والساحات العامة للتعبير سلميا وأردف "أي اعتصامات سلمية محمية بالقانون والدستور" وقالت نور الشام الناشطة في ام درمان والتي كانت متواجدة أثناء التظاهرات أنه تم رشق المصلين بعد صلاة الجمعة بالغاز المسيل للدموع، وأشارت أن أغلب المتواجدين بالمسجد كانوا "ثوارا من حزب الأنصار التابع للصادق المهدي" مع تواجد ملحوظ للشباب والفتيات غير المنتمي لأي من الأحزاب أو الحركات. وتعالت الهتافات أمام المسجد وفي مناطق متفرقة من الحي "حرية عدالة الثورة خيار الشعب" و "ما في رجوع علموا نافع لحس الكوع" وكذلك "الشعب يريد إسقاط النظام" و "يا خرطوم ثوري ثوري لن يحكمنا لص كافوري" وأضافت الناشطة السودانية للبديل أن الغاز كان ذو رائحة ولون غريب أثار الذعر بين الشباب فتفرقوا في الشوارع والأزقة، "كان الدخان ذو لون أسود ووصل إلى البيوت والأحياء القريبة والبعيدة" وذكرت أن فوارغ القنابل المسيلة بعضها لم يكتب عليه بلد التصنيع، وبعضها تركي وإيراني وصيني. واستمرت حالة من الكر والفر بين الشباب وجهاز الأمن مع انتشار للبلطجية، وقالت امرأة مسنة من الأهالي وهي تشاهد الشباب الذين يفرون من القنابل تحسرت على شباب الثورة وقالت لهم "دول لسة مابيعرفوا يعني شنو ثورة زمان كان الشباب بيقفوا ما بيجروا من البمبان" – البمبان كلمة يطلقها السودانيون على القنابل المسيلة للدموع – ووفقا لموقع سودان تريبيون فإن محيط مسجد الأنصار تعامل رباطة النظام – البطجية – بقسوة مع المحتجين وأن هناك رجالا بزي مدني أوسعوا كل من يحمل هاتفا ضربا وتنكيلا واقتادوا عددا من الصحفيين أثناء تغطيتهم الأحداث، وأكد أحد الصحفيين للموقع اعتقال مصور يعمل لحساب فرانس برس. وذكرت الناشطة نور الشام للبديل نقلا عن أحد الأطباء المتطوعين في ام درمان أن الحصيلة الأولية للإصابات 113 أغلبهم اضطرابات في التنفس بسبب الغاز المسيل للدموع وأحدهم قطعت أصابعه بسبب عبوة كان يرميها وانفجرت في يده، وأصيبت فتاتان وشاب بالرصاص المطاطي، بينما ذكر موقع حريات السوداني أن اثنين أصيبوا بالذخيرة الحية أحدهم الصادق أبكر عبد الحميد – 67 عاما – وذكر الموقع أن عدد المصابين 90 أربعة منهم إصاباتهم خطيرة. وفي مدينة الحوش جنوب الجزيرة خرج المئات رغم الانتشار الأمني المكثف في جمعة "لحس الكوع" وقال أحد الناشطين هناك للبديل أن جهاز الأمن اعتقل عددا من الكوادر الشبابية بعد خروجهم في التظاهرة وهم يوسف نور القيوم وأحمد خليفة وثلاثة آخرون، وأضاف الناشط أنه من بين المتظاهرين شبا ب مستقل إضافة إلى بعض المنضمين للحركة الشعبية وشباب حركة أحرار السودان، وحركة قرفنا. وخرجت تظاهرات أيضا في مدينة النيل، أمبدات والثورات وفي بحري – من مسجد السيد علي وحوله – وحلة حمد وحلة خوجلي وشمبات والصافية والكلاكلات – وفقا لموقع حريات - . من جهة أخرى قال أمين المنظمات بالمؤتمر الوطني عمار باشري لقناة الشروق إن التظاهرات من تنظيم الأحزاب السياسية وهي مخالفة للقانون واعتبرها بمثابة فتنة، وقال إن "المظاهرات السياسية مخطط بدأه تحالف جوبا بتمرد مالك عقار" وتمت الدعوة اليوم خارج السودان في عواصم خارج السودان بينها القاهرة والسودان وباريس في ذكرى انقلاب الإنقاذ بقيادة الرئيس عمر البشير للتضامن مع المحتجين في السودان وتنظم وقفات احتجاجية أمام سفارات السودان. Comment *