نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم تقريراً حول التوترات المتصاعدة على الحدود التركية السورية، وذلك في أعقاب إسقاط الجيش السوري طائرة حربية تركية حلقت في الأجواء السورية يوم الجمعة الماضي. تقرير هآرتس أشار إلى أن نشر تركيا لمئات الدبابات والمشاة على الحدود مع سوريا، وإجراء مناورات في هذه المنطقة لا يعد سوى"استعراض عضلات" رداً على إسقاط الطائرة التركية، مؤكدة أن تركيا "ليست لديها نية لإعلان الحرب على سورية ولا إطلاق رصاصة واحدة في اتجاه أراضيها"، وذلك خشية وقوع حرب إقليمية واسعة غير مأمونة العواقب، وإن كان حلف الناتو قد أدان بشدة مسألة إسقاط الطائرة التركية بصفة أن تركيا عضو في الحلف، إلا أن الأمين العام للحلف أندرس راسموسن قال في إجابة على سؤال في مؤتمر صحفي، إنه في حال حدوث أي شيء جديد سنقوم بالتشاور ومناقشة ما الذي يمكننا القيام به، وهو ما يعني استبعاد أي عمل عسكري تركي ضد سوريا، و تأكيد لتصريحات سابقة لمسئولي الناتو بأن الحلف لن يقوم بأي عمل عسكري ضد سوريا في المدى المنظور. وذكر التقرير أن من أسباب الاستنفار العسكري التركي على الحدود السورية هو "قرب إتمام صفقة صواريخ إس300مع روسيا، والتي ستمنح سوريا تفوقاً كبيراً في مجال الدفاع الجوي، وهو ما سيؤثر على توازن القوى بين أنقرة ودمشق"، فضلاً عن "رسائل روسية لتركيا طالبتها بضبط النفس والحفاظ على مستوى معين في التعامل مع الأزمة". وأضاف التقرير أن "حجج تركيا التي ساقتها في إطار أي تصعيد ضد سوريا أخذت في التداعي خاصة بعد تصريحات الرئيس التركي عبد الله جول والذي ذكر أن الطائرة التركية أسقطت في الأجواء السورية وإن كان ذلك لا يحمل أن نوايا عدائية من جانب تركيا"، وألمح تقرير هآرتس إلى أن أي اشتباك يحدث بين الدولتين سيعد إعلان حرب، والذي يعد تطور غير مسبوق في العلاقة بين البلدين التي بدأت في التأزم منذ الصيف الماضي، وأتى تصريح أردوغان في مؤتمر حزبي أن"كل من يتحدى قوة تركيا علية أن يواجه أقوى رد ممكن" كاختصار لمدى توتر العلاقة بين البلدين. ومن جهة أخرى وبحسب قيادي في الجيش السوري الحر فأنه أعلن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن الجيش النظامي السوري يقوم بحشد مئات المدرعات والجنود على الحدود التركية، في استعراض للقوة أمام تركيا. يأتي تقرير هآرتس على عكس تقرير نشره موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي والذي رجح أن تقوم تركيا والسعودية والأردن بعمل عسكري للإطاحة بنظام بشار الأسد، وأن السعودية قد حركت فرقتين إلى الأردن منها فرقة ستتولى حماية وتأمين النظام الأردني من أي رد فعل إيراني أو سوري سواء من الحدود العراقية الأردنية أو الأردنية السورية، بينما ستقوم الفرقة الثانية ستدخل الأراضي السورية وتقيم منطقة أمنية حول مدن درعا والبوكمال ودير الزور. Comment *