ما سجلته كتب التاريخ والسيرة النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ودولته فى المدينة ودستورالرسول فى المدينة يتخطى كل الهراء الذى يحدث فى وقتنا الحالى ومن نوابنا الاجلاء الذين يطلقون على أنفسهم حماة الشريعة ومن يريد ان يقرأ فليتتبع كل كتب التاريخ الاسلامى وغيرها التى وصفت دولة الرسول فى المدينة ليرى بنفسه الفارق الشديد بين مايريد تطبيقه هؤلاء وبين ما طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت كتب التاريخ الاسلامى وغيرها ملامح دستور النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى المدينة . وذكرت الكتب التالى أنه قد وضع النبى محمد صلى الله عليه وسلم بعد هجرته للمدينة دستورا ينظم الحياة العامة فى المدينة ويحدد العلاقات بينها وبين جيرانها ويدل هذا الدستور على مقدرة فائقة من الناحية التشريعية وعلى علم باحوال الناس وفهم لظروفهم . وذكرت الكتب أيضا أنه قد عرف هذا الدستور بالصحيفة ولا نكاد نعرف من قبل دولة قامت منذ أول أمرها على أساس دستور مكتوب غير هذه الدولة الاسلامية . فإنما تقوم الدول أولا ثم يتطور أمرها الى وضع دستور ولكن النبى ماكاد يستقر فى المدينة وما كاد العام الأول من هجرته اليها ينتهى حتى كتب هذه الصحيفة التى جعل طرفها الأول المهاجرين ، والطرف الثانى الأنصار وهم الاوس والخزرج جميعا ،والطرف الثالث اليهود من أهل يثرب . وهذه الصحيفة مهمة جدا لأنها حددت شكل الدولة الاسلامية وكذلك هى مهمة لفهم الحوادث التى نشأت بعدها وشملت بنودها أرقى وأعظم المبادىء التى كفلت المساواة بين الجميع...من تعايش ،وحرية اعتقاد ، ومواطنة ،وتنظيم حقوق وواجبات كل من فى المدينة وغيرها من البنود التى عكست قمة الرقى الإنسانى وسماحة الدين الإسلامى وقيمه ومبادئه الرفيعة .... الأسئلة التى تورد على الذهن : لماذا رفض من نصبوا أنفسهم حماة للدين وللشريعة وضع الدستور أولا بل وعارضوا بشدة كل من قالوا لا وقالوا نعم تدخلنا الجنة ولا تدخلنا النار واستخدموا كل الطرق من أجل التأثير على المواطن الذى لا حول له ولا قوة فإذ به يجد شيخه يقول له قل نعم كى لا تدخل النار وبسبب جهلهم القانونى وللاسف اكتبها جهل قانونى أضاعوا على مصر فرصة تنظيم حياة سياسية على أسس دستورية سليمة وأدخلونا فى فترة انتقالية مربكة ومتاهة دستورية يدفع ثمنها الجميع الان أليس هم من ينصبون أنفسهم حماة الشريعة إذن فلماذا لم يقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ويدعون الى قيام الأساس الذى سيحدد شكل الحياة فى مصر من البداية ولماذا سعوا لتأخير هذا الدستور ! أم انهم ياخذون من الشريعة ما يناسب اهوائهم فقط ! وأين الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأخذ باختيار معايير دستورية تكفل مواطنة حقيقية للجميع فلتقرا معى ايها القارىء وصف دولة الرسول فى المدينة وعلاقة المسلمين بغير المسلمين فى دولة المدينة فى كتاب فقه السيرة للامام الغزالى رحمه الله ص 197 قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم سن فى ذلك قوانين السماح والتجاوز التى لم تعهد فى عالم ملىء بالتعصب والتعالى والذى يظن ان الاسلام دين لا يقبل جوار دين آخر وأن المسلمين قوم لا يستريحون الا اذا انفردوا فى العالم بالبقاء والتسلط هو رجل مخطىء بل متحامل جرىء فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء للمدينة وجد يهودا توطنوا ومشركين مستقرين لم يتجه لفكرة رسم سياسة الابعاد أو المصادرة والخصام وعرض على الفريقيين أن يعاهدهم معاهدة الند للند على أن لهم دينهم وله دينه . أين هؤلاء من يطلقون على أنفسهم حماة الشريعة من دولة الرسول التى قامت على التعايش بين الجميع وكل له دينه . حقا كما قال دكتور محمد البرادعى عن أى شريعة يتحدثون ! Comment *