أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن الإسلام أول من أسس «المواطنة»، وجعلها أحد المبادئ التى تقوم عليها الدولة الإسلامية من خلال «وثيقة المدينة» التى وضعها النبى صلى الله عليه وسلم، فيما ذكر أن النقاب مجرد عادة مرتبطة بظروف الزمن وعادات الناس. وقال جمعة، فى كلمته مساء أمس الأول ضمن فعاليات معسكر أبوبكر الصديق الذى تنظمه وزارة الأوقاف فى الإسكندرية «حينما دخل النبى صلى الله عليه وسلم المدينةالمنورة، وجد فيها شعبا متعدد الطوائف يضم المسلمين والمسيحيين واليهود والمشركين، فأنشأ (وثيقة المدينة) فى بضعة وعشرين بندا، وأكد فيها حق المواطنة والمساواة، والتأكيد على التعددية الدينية وحق الآخرين فى ممارسة شعائرهم الدينية فى حرية تامة دون قيود». وأضاف جمعة: «كذلك سمح النبى صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين فى مجتمع المدينة باختيار القضاة الذين يتحاكمون أمامهم، ولم يحدث حتى الآن فى كل أنظمة القضاء أن اختار المتهم قاضيه الذى يتحاكم أمامه، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا ما لم يعلمنا أهل القانون فى العالم». ودعا جمعة فى محاضرته التى حملت عنوان «فهم السيرة والسنة كنموذج للعيش فى العصر الحديث»، جميع المسلمين على مستوى العالم إلى دراسة وفهم السنة والسيرة النبوية وعدم الاستماع مطلقا لأصوات تشكك فيها، لأنها جاءت شارحة وموضحة لما فى كتاب الله عز وجل. وأكد جمعة أن الشريعة الاسلامية تدعو إلى الحوار مع الآخر وترفض الانغلاق والتقوقع على الذات، مضيفا: «علينا أن نطبق أحكام الإسلام وفقا للظروف والبيئة التى توجد بها، فإذا رأينا عدوانا وظلما وطردا للمسلمين من الديار، فعلينا أن ندافع عنهم بمختلف الوسائل، وعلى المسلم فى المجتمع غير المسلم (الصبر والتعايش)». وفى رده على سؤال حول موقف الشريعة الإسلامية من «النقاب» أفتى جمعة بأن «جمهور الفقهاء، ومنهم الشافعية والحنفية، ذهبوا إلى أن النقاب مجرد عادة وهذا مرتبط بظروف الزمن والعادات التى يعيشها الناس». وحول موقف الإسلام من الاحتفال بالموالد قال جمعة: «سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع على كل حال وما كان له أصل فى الشرع اتخذناه، فمولد النبى صلى الله عليه وسلم مثلا له أصل فى الشرع، حيث إنه صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بصيام يوم الاثنين من كل أسبوع لأنه يوم مولده، واحتفالنا بمولد النبى ليس عيبا، أما المنكر فهو ما يخرج عن الدين ومقامنا مقام التعليم فإذا حدث من بعض الجهلة ما يسوء ويخالف الشريعة الإسلامية علمناهم أخطاءهم». وأباح جمعة الاختلاط بين البنين والبنات فى المدارس والجامعات مع الالتزام بالأحكام التى تدعو إليها الشريعة الإسلامية وعدم ارتكاب ما يخالفها.