كتبت من قبل كيف تختار مرشحك للرئاسة في ثلاثة أيام بدون معلم، واخترت ساعتها "الجمبري" كإختيار عام إختاره الشعب المصري من قبل، ولم يدر بخلدي ساعتها أن للشعب المصري إختيارات اسوء من الجمبري والفستان البمبي، لهذا أكتب الآن كيف تختار مرشحك في الإعادة في ثلاثة ايام ايضاً بدون معلم - لأن العلام مطلعش نافع - . لدينا في الإعادة الدكتور محمد مرسي المتخصص في محركات مركبات الفضاء، والذي عمل لفترة في وكالة "ناسا" - غالباً ككائن فضائي تم إجراء العديد من الأبحاث عليه - والشهير بطصاحب صاحب مشروع النهضة، ولدينا أيضاً الفريق احمد شفيق، أول إنسان حي بعد أن قتل وقُتل، صاحب اشهر عبارة تلفزيونية هذه الايام - إيه - وصاحب صاحب الضربة الجوية. وبهذا ينطبق علينا الآن أن نختار بين المر و"اللي" أمر منه، ولن أجادلك عزيزي القارء في من هو المر ومن هو الأمر، كلاهما شارك في قتل الثورة بطريقته، إما بيده في موقعة الجمل، وإما بتقاعسه وتخوينه للثوار خلال ملحمة محمد محمود ومجلس الوزراء، وحتى لا أطيل عليك إليك الخطوات العملية للإختيار. - إذا كنت إخواني أو تميل للإخوان انتخب محمد مرسي - سهلة قوي دي مش إختراع يعني - - إذا كنت كاره للثورة وترغب في إبادتها انتخب أحمد شفيق - سهلة برضو - وحتى هنا تنتهي الإختيارات السهلة - إذا كنت تنتمي لحزب الكنبة فأنت أمام خيار صعب تنتخب شفيق بحثاً عن الإستقرار الذي وعد بتطبيقه بعد توليه في 24 ساعة، فسوف تفاجىء بالحرائق التي أشتعلت في مقاره بعد نتيجة دخوله الإعادة ب24 ساعة، بل ولا أخفيك سراً عزيزي "الكنباوي" أن "العيال" بتوع التحرير لن يدعوا الفريق يستقر لحظة في كرسيه، فلم تقم الثورة ويتم خلع مبارك حتى يجيء إبن أخته - التعبير هنا مجازي هما مش قرايب بس حبايب لدرجة أن علاء وجمال كانوا بينادوه يا أنكل شفيق -، وإذا قررت إنتخاب مرسي فأنت تعلم ولا شك أن المرشح "الإستبن" ماهو إلا واجهة يديرها المرشد وخيرت الشاطر من آجل السيطرة على الدولة، ولا أخفيك سراً أن "العيال" بتوع التحرير لن يتركوه يهنأ ولكن هذه المرة سيواجهون شباب الإخوان في الشوارع، ولن تهنأ بالإستقرار. إذن هل الحل أن تقاطع، لا أعتقد أنه حل خاصة وأن 54% قاطعوا فعلاً المرحلة الأولى، الحل أن تبحث عن دولة تستضيفك، إذا كنت عاجز عن الإختيار الصحيح منذ البداية لوطنك. - إذا كنت ثورجي فأنت امام إختيار أشد صعوبة من كل ما سبق، أمامك من قتل أخوك وصديقك وإبنك، ومن تغاضى عن بقيتهم وخونك ووصفك بالعميل وهادم الثورة، أمامك من تثق أنه سيبيدك لأنك خلعت رئيسه، ومن سيفنيك لأنك ترفض مرشده ومحركه، المقاطعة ليست حلاً، أنصحك أن تختار الميدان، وأن تعود للشارع المكان الوحيد الصادق حالياً في هذا الوطن. عزيزي الناخب، أعد الإستماع جيداً للقاءات وأحاديث مرشحي الرئاسة في مصر، حتى تدرك المأزق الذي وقعت فيه مصر، وحتى تدرك أننا وصلنا لاسوء سيناريو ممكن حدوثه، حيث أن كليهما كان سيخسر امام أي مرشح قوي آخر - صباحي، ابو الفتوح، موسى -. ملحوظة : أنا لم أوجه مقالي إلى 11 مليون الذين انتخبوا مرسي وشفيق بالفعل في الجولة الأولى، بل إلى 12 مليون الذين رفضوهما، وال37 مليون الذين لم يغادروا منازلهم. Comment *