اسمع خطواته مقتربا تحت شرفه غرفه نومي, لم يخلف موعده ليله, وقت أن اختلي بنفسي أتأمل الكون و عظمه خالقه, اكتب سطرين في عشق من لا اسمع وقع أقدامه إلا وهو مبتعدا, انفث دخان سيجارتي الأخيرة لهذا اليوم لأراقب حلقات الدخان ترسم لوحات عشوائية قد أتبين منها سحاب تخترقه طائرة أو فيل إفريقي قصير الأنف وأحيانا ابتسامه مطوية تنقشع سريعا للأعلى , يأتي هو ليثير الأفكار و الحواس, يُحدث الفوضى بخلايا مضطربة من الأصل, صوته الأقرب للصراخ ينبعث من الأسفل فيتصاعد الشك في هوية هذا الكائن الذي لا يمل ولا يتعب, الكائن الوحيد الذي أثار إحساس ما كنت اعرف له طعما من قبل وإحساس يدعونه البعض (غيره) واتفق البعض الآخر علي تسميته (أمنيه امتلاك الشيء) كمسمي أكثر تحضرا . يضاجعها كل ليله حتى يصلني نباح لذته يصم أذني, لهاثه كالعدٌاء الذي اقترب من خط النهاية, يهتز فرحا حين تتصاعد أناتها المكتومة حتى الصرخة الأخيرة التي ينقلب بعدها جانبا لتقوم هي بلعق شواربه ورشف لعابه. هكذا بالعلن دون قلق أو خوف من إبداء الرغبة تجاهها, دون أحلام بامتلاك البيت والمال وأحيانا الشهرة لتحقيق خرافه العيش معها أو خشيه مرور احدهم بجانبه ليركلهما بعيدا ويقطع حوار الجسد المتشابك, يثير غيرتي كونه حُرا , يعبث بصندوق أمنياتي التي لا تتعدي حاجز الشرفة , هو ذلك الكلب الأشقر كثيف الشعر الذي يمارس الحب مع صديقته كل ليله ... مجرد كلب يؤرقني التفكير به مع صوت أنفاسه المنتظمة نائما في سلام نهاية الليل Comment *