منذ وفاة أسامة بن لادن، كانت الفكرة المريحة للغربيين هي القول بأن بن لادن فشل، وهو بالتأكيد صحيح فيما يتعلق بتنظيم القاعدة، الذي تسببت طريقته في "الجهاد" فى نفور المسلمين جنبا إلى جنب مع أي شخص آخر.ولكن من حيث الهدف الأوسع لبن لادن وهو تحريك العالم الإسلامي بعيدا عن النفوذ الغربي، فهو بالفعل قد قام بأفضل مما كنا قد نرغب في التفكير فيه. واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مصر مثال على ذلك: حيث مر بها عام من الثورة الديمقراطية غير العنيفة في أغلبها. ولكنها جلبت إلى السلطة بعض جماعات السلفيين والإخوان المسلمين الذين يتشاركون في نفس الجذور الدينية مع بن لادن. وقد تم تحقيق هدف تنظيم القاعدة فى دفع القادة "المرتدين" بعيدا عن السلطة، كالرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك. كان بن لادن يحاول تحسين صورة حركته الدموية بين المسلمين خلال العام السابق لوفاته. وهذه الرغبة لإعادة إدخال تنظيم القاعدة إلى التيار الإسلامى السائد واضحة في الوثائق التى تم أخذها من مجمع بن لادن ليلة مقتله. وفي الذكرى السنوية الأولى لقتل بن لادن يوم الأربعاء، وجدت بعض المقاطع غير المنشورة من رسائل بن لادن التي تبين كيف أن تراثه عبارة عن مزيج ملئ بالمفارقات: فقد تم تدمير حركته إلى حد كبير، ولكن شغفه لتشكيل حكومة أكثر نقاءا وأكثر إسلامية في العالم العربي نجح جزئيا. بهذا المعنى، لا ينبغي للغرب أن يكون متسرعا جدا فى ادعاء النصر . وبالنظر لهذا النداء من أجل الوحدة الإسلامية في رسالة طويلة إلى نائبه الرئيسي، عطية عبدالرحمن، كتب بن لادن: "هذه الجهود الرامية إلى تحقيق وحدة وطنية، يجب أن يكون هناك رسالة خاصة موجهة لإخواننا (في العراق) تشدد على أهمية الوحدة والمحافظة على القاعدة الأساسية للدين" وكشفت الأوراق أن بن لادن كان في غاية القلق من أن قتل مسلمين تسبب في تلطيخ صورة تنظيم القاعدة الذي اقترح تغيير اسم التنظيم. وما أزعج بن لادن، الذي كتب بنفسه، أن "تنظيم القاعدة يمثل قاعدة عسكرية بمقاتلين دون مهمة أوسع لتوحيد الأمة". واعتبرت الصحيفة أن مايحدث الآن في مصر هو "طريقة أسامة بن لادن”. فعلى سبيل المثال، الجماعة الإسلامية، التي قامت بأول محاولة فاشلة لتدمير مركز التجارة العالمي عام 1993 تحت قيادة زعيمها الروحي، الشيخ عمر عبد الرحمن، شكلت اليوم حزبا سياسيا سلفيا باسم حزب البناء والتنمية. ولديها13 مقعدا في البرلمان المصري الجديد. كما اعتبرت الصحيفة أن سوريا ستكون اختبارا لما إذا كانت هذه الحركة الإسلامية فى مرحلة ما بعد بن لادن قادرة على الاستمرار في رفض العنف أو ستصبح أكثر تطرفا. فخليفة أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، حاول استخدام المعركة المناهضة للأسد لإعادة تأهيل تنظيم القاعدة- على الرغم من أنها معركة أخرى تجسد العنف الإسلامى - الاسلامى الذى كرهه بن لادن. كما أن المعركة لا تزال مشتعلة في اليمن، المكان الذي يعتقد أن بن لادن قدم فيه أفضل فرصة انتصار له. قررت الولاياتالمتحدة تصعيد حربها الهادئة هناك، والتي هى علامة مؤكدة على أن تنظيم القاعدة يشكل تهديدا مستمرا وكبيرا. لذلك، بعد سنة، حان الوقت للتفكير في فشل بن لادن ولكن أيضا فى التفكير فى الطرق التى طورها زملائه الإسلاميين إلى حركات سياسية أكثر نجاحا من تلك التى كان بن لادن يمكنه أن يحلم بها . Comment *