* المرحلة الحالية الأقسى والأكثر غموضا.. والبدايات الخطأ تؤدي دائما لنتائج خطأ * مبارك كان عنيدا وضيق الأفق و تلقيت تهديدا مباشرا منه بسبب مشاركتي في مظاهرة ل كفاية كتبت – مروة علاء: قال الدكتور يحيى الجمل الفقيه الدستوري ونائب رئيس الوزراء الأسبق عن أن الفريق سامي عنان اتصل به منذ فترة وطلب مقابلته، لافتا إلى إنه بالفعل ذهب إليه وطلب الفريق منه أن يترشح لرئاسة الجمهورية لما يتمتع به من قبول لدى الأقباط والمسلمين، على حد قوله. وأوضح الجمل في لقاء خاص مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج “صباحك يا مصر” اليوم على قناة دريم أن المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان حاضرا في بداية اللقاء ثم تركهما منصرفا، وأشار إلى أنه بعد اللقاء المطول اعتذر عن الترشح للمنصب. وحول رؤيته لمرشحي الرئاسة الموجودين حاليا، قال الجمل إن أحمد شفيق رجل مؤدب ومنظم، ولكن كونه أحد مسئولي النظام السابق يجعله يواجه صعوبات في الشارع، مضيفا أن أغلب المرشحين هم أصدقاؤه أو كانوا تلاميذه في كلية الحقوق. ورأى الجمل أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هو أقرب المرشحين لقلوب الشعب المصري، فهو مسلم صادق يؤمن بالدولة المدنية، وهذا يجعله الأقرب إلى الفوز بالمنصب – حسب قوله -،.. لكن “الجمل” حذر من أن تفتيت الأصوات بين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد مرسي، قد يؤدي إلى فوز مرشح آخر مثل عمرو موسى، والذي يتوقع أن يدخل مرحلة الإعادة مع أبو الفتوح أو مرسي – بحسب قوله. ووصف الدكتور يحيى الجمل المرحلة الحالية التي تمر بها مصر، بأنها “الأقسى والأكثر غموضا”، مؤكدا أن البدايات الخطأ دائما تؤدي إلى نتائج خطأ. وعن رأيه في الرئيس المخلوع حسني مبارك، قال الجمل أن مبارك كان يمتاز بالعناد وضيق الأفق السياسي، كاشفا أنه كتب مقالا في جريدة “المصري اليوم” بتاريخ 1 سبتمبر 2008، بعنوان “سيدي الرئيس” قال فيه أن جمال مبارك لا يتمتع بأي قبول لدى الشارع؛ وبعد هذا المقال فوجئ بأن بعض الشركات تركت التعامل مع مكتبه القانوني، ثم صدر قرارا باعتبار الفيلا التي يمتلكها طرازا معماريا متميزا بحيث لا يستطيع إجراء أي تغييرات فيها. كما كشف الدكتور يحيى الجمل أنه كان مشاركا بإحدى مظاهرات حركة كفاية، وكان يقف على سور بجوار مسجد عمر مكرم وهو يلقي كلمته بالمظاهرة، وبعدها تلقى مكالمة من الدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، وقال لي: فيه ليك رسالة، ثم فوجئت بمبارك يتلقى السماعة ويقول لي: “حد منعك تتكلم في الفضائيات؟ رايح تقفلي على سور عشان حد يزقك تقع تموت؟..” وأضاف الجمل بأنه قيل له بعد ذلك أن هذا كان “تهديدا فاضحا” بالقتل، من مبارك. وعن رأيه في الوضع الحالي لجماعة الإخوان المسلمين، قال الجمل إنها خسرت جزء كبيرا من أرضيتها في الشارع، كما انتهى شهر العسل بينها وبين المجلس العسكري والشارع، وذلك بسبب الاستعلاء والاستكبار والرغبة في الاستئثار بكل شيء، تماما مثل نظام مبارك الذي انتهى لأنه حاول الاستئثار بكل شيء وإقصاء الجميع. وحذر الفقيه الدستوري ونائب رئيس الوزراء الأسبق من خلط الدين بالسياسة لأن الدين مطلق والسياسية نسبية، وخلط الاثنين معا يضر بهما كثيرا، فالسياسة يمكن اللعب بها، لكن الدين لا يجوز اللعب به إطلاقا. وفي نهاية لقاءه وجه الدكتور يحيى الجمل رسالة إلى كافة أطياف الشعب المصري، قال فيها: “كلنا زائلين ومصر هي الباقية.. فكروا في مصلحة مصر أولا وأخيرا، التشتت والتنازع والتناحر قد يهدم مصر على رأسنا جميعا”.