* التحديات :السودان والعراق ولبنان والقضية الفلسطينية والسلاح النووي الإيراني ومياه النيل * وثائق ويكيليكس أوضحت موقف مصر تجاه إيران وأهمية إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي كتب – علي خالد ووكالات : قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية خلال اجتماع لجنة “مصر والعالم”، بالمؤتمر السنوي للحزب الوطني إن هناك ست تحديات رئيسية تواجه الدبلوماسية المصرية. التحدي الأول هو استقرار السودان بوصفه قضية أمن قومي لمصر مشيراً إلي أن المسائل السودانية ومشكلة انفصال الجنوب عن الشمال لا تحل بالحرب ولكن بالمفاوضات وأن مصر طرحت منذ فترة طويلة، وأثناء زيارة الرئيس مبارك، فكرة الكونفدرالية لمعالجة التناقضات الداخلية وبوادر العنف بين الشمال والجنوب. وكان الهدف من الطرح هو رأب الصراع بين الطرفين خاصة وأن الكونفدرالية تحقق طموح الجنوب الذى سيتمتع بجيش مستقل وتمثيل خارج مستقل ونظام ضرائبى موحد للجميع. وأوضح الوزير أنه لا يرى مشكلة في استقلال الجنوب وأنها لن تؤثر على حصة مصر من المياه لأن اتفاق 1959 ينظم تقاسم المياه بين مصر والسوادن حيث تحصل مصر على55.5 مليار متر مكعب من المياه والسودان على 18 مليار متر مكعب والجنوب كدولة مستقلة سوف تأخذ التزاماتها من الدولة الأم. وأكد على أن مصر تساعد الجنوب فى استثمار المياه بإقامة السدود اللازمة للتنمية الزراعية والثروة السمكية والكهرباء، وأنها حريصة على تكثيف وجودها في السودان التي يوجد بها حالياً من 4 إلى 5 آلاف مصرى وعدة مستشفيات ميدانية ومدارس في دارفور. ومن جهة أخرى أكد الوزير أبو الغيط على أن التحدى الثاني في المنطقة هو العراق الشقيق الذى كان وما زال الجناح الشرقى للأمة العربية. فقد دخل في أزمة كبرى منذ 20 سبتمبر 1980 ولم يحدث في تاريخ العراق أن دخلت قوات أجنبيه على أراضيها والآن على الأراضى العراقية يوجد حوالى 50 ألف جندى أمريكي سيخرجون في أواخر عام 2011. وقد تحملت مصر مسئوليتها تجاه العراق بفتح سفارة مصرية ثم قتل السفير المصرى وإعادة فتحها مرة أخرى بعد استقرار الوضع فى 2008 وقمنا بتشجيع الشركات المصرية للاستثمار فى العراق وما زلنا نتابع عن كثب كل الأحداث فى العراق على أعلى مستوى . أما التحدى الثالث فهو القضية الفلسطينية وهى تعتبر لمصر أم القضايا، وقد أكد أبو الغيط أنها تمر بأصعب وأحلك لحظاتها وأن مصر تحاول معالجة هذه القضية بمنهج موضوعى وعملى فى آن واحد حيث من خلال السعى إلى التوصل عبر المفاوضات إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. مشددا على أن القدس “قضية لا يمكن التنازل عنها من جانب المسلمين والمسيحيين على مستوى العالم وانها لا بد وأن تعود تحت الحكم الفلسطينى”. أما التحدى الرابع فيتمثل في المسألة اللبنانية، الذى حدث فيها استقرار منذ عام 1989 حتى 12 يوليو 2006 بمقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى والثوابت المصرية تجاه المسألة اللبنانية تتمثل فى منع التدخلات الأجنبية من العمل على الأراضى اللبنانية، ثم الاستقرار ومنع التصادم الداخلى والسماح للبنان بالمضى قدما فى طريقه التنموى وهذان الهدفان يتحققان بدور مصر المعنوى والمادى التى تقوم به وتقوله بكل شجاعة ودون مواربة. أما التحدى الخامس فهو الملف النووى الإيرانى، وهو قضية فى غاية الخطورة وقد أوضحت وثائق ويكليكيس الموقف المصرى منها حيث تتعامل مصر معه بمنتهى الوضوح والجدية حيث تطالب بإخلاء المنطقة كلها من الأسلحة النووية وربطت مصر بين السلاح النووى الإيرانى والإسرائيلى، وأكدت مرارا وتكرارا على إخلاء أقليم الشرق الأوسط كله من السلاح النووي وأن العرب لن يقفوا مكتوفى الايدى إزاء امتلاك إسرائيل وإيران للسلاح النووى خاصة وأن هناك طرح يتحدث عن أن امتلاك إيران للاسلحة النووية هو امتلاك للمسلمين جميعا ولكن أوكد بأن السلاح النووى هو مسألة وطنية فى المقام الأول ولن يتم استخدامه من قبل أى قوى فى المنطقة خاصة وأن تكلفة امتلاكه تتراوح ما بين 15 إلى 20 مليون دولار . كما طالب أبوالغيط إيران أن تبتعد عن العراق ولبنان وشمال أفريقيا لأن “هذا هو بيت العرب ومن الغريب أو المستغرب التواجد على أرض عربية”. وأشار أبو الغيط إلى العلاقات مع القوى الرئيسية والنظرة المصرية إلى التنظيم الدولى وأن مصر موجوده على المستوى الدولى ويكن لها الجميع كل احترام وتقدير وهذا يتضح من انتخاب المصريين فى كل المحافل الدولية. وعلينا أن نعيد النظر إلى القوى الدولية الجديدة مثل الصين التى سوف تقود العالم بعد 15 عاما ودولة أخرى مثل روسيا التى سوف تستعيد مكانتها قريبا. كما أشار الوزير أبوالغيط إلى أن التحدي السادس الذي يواجه الدبلوماسية المصرية خلال عام 2011 هو مياه النيل، وقام باستفاضة بشرح المصادر الاساسية لحصة مصر من مياه النيل والتى تأتى 85% منها من الهضبة الأثيوبية و 15% من البحيرات العظمى من جنوب السودان، وأكد على أن الحصة المصرية ستبقى كما هى. وستسعى مصر من خلال المشاورات مع دول حوض النيل على استثمار المياه خاصة وان هناك 300 مليار متر مكعب يتبخرون، وسنعمل على الاستثمار مع كل دول حوض النيل وأن مصر لن تعترف بأى اتفاقيات إطارية لم تشارك فيها إلا عن طريق التفاوض والعمل معا من أجل الاستثمار فى المياه، كما أن لمصر أكثر من 280 خبير مصرى فى دول حوض النيل ننفق ما بين 300 إلى 350 مليون جنيه للتعاون الفنى مع دول القارة، ودعا إلى تنمية الصادرات المصرية إلى أفريقيا التى تصل إلى 3% فقط من الصادرات المصرية إلى العالم وأكد على أننا نستطيع أن ننافس الصين فى هذا المجال، خاصة وأن لدينا قدرة انتاجية هائلة، كما أن شركات القطاع الخاص تستطيع أن تلعب دور كبير جدا فى هذا المجال. مواضيع ذات صلة 1. 6 أبريل تطلق مؤتمر القلة المندسة الثالث من “الأراضي المصرية المحتلة” بالتزامن مع مؤتمر الوطني 2. أبو الغيط ل”حالة حوار”: انفصال جنوب السودان قادم ومصر حاولت حل المشكلات قبل الاستفتاء 3. الشريف يصف “مؤتمر الوطني” ب ” مؤتمر الوفاء بالعهود” 4. حضور مكثف من القوى الوطنية للتضامن مع حمدي قنديل في قضية أبو الغيط ضده.. وتأجيل القضية لجلسة 18 ديسمبر 5. أبو الغيط يقلل من أهمية وثائق “ويكيليكس” حول مصر .. ويقول ما ظهر هو “قمة جبل الجليد”