أعلنت الأممالمتحدة أن كوفي أنان قدم “مقترحات عدة” إلى الرئيس بشار الأسد لإنهاء الأزمة في سوريا على أن يلتقيه مجددا الأحد، فيما أكد الأسد للموفد الدولي أن الحوار السياسي لن ينجح “بوجود مجموعات إرهابية مسلحة”. وتزامنت زيارة أنان لدمشق مع تصاعد وتيرة العنف في أنحاء سوريا ما أسفر عن مقتل 62 شخصا معظمهم عسكريون، وخصوصا في محافظة إدلب التي أفاد ناشطون أن الجيش النظامي السوري قام باقتحامها مساء السبت. وأوضحت المنظمة الدولية في بيان السبت صدر في نيويورك أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي عين موفدا للمنظمة الدولية وللجامعة العربية لسوريا قدم خلال لقائه الأسد السبت “مقترحات عدة” لوقف أعمال العنف في سوريا التي خلفت نحو 8500 قتيل منذ عام معظمهم من المدنيين وفقا لناشطين حقوقيين. وشملت هذه المقترحات السماح بوصول المنظمات الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وإطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه أي طرف. لكن المنظمة لم تقدم أي تفاصيل عن هذه الاقتراحات. وقد أعرب أنان في زيارته الأولى هذه لدمشق منذ اختياره مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية عن “قلقه الشديد حيال الوضع في سوريا وحث الرئيس السوري على سرعة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الأزمة الراهنة” كما أورد بيان الأممالمتحدة. وأشار البيان إلى أن أنان والأسد سيعقدان لقاء جديدا الأحد. وقد وصف أنان مباحثاته الأولى بأنها اتسمت ب”الصراحة وروح التفاهم”. من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد أكد لأنان أن “سوريا مستعدة لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده من أحداث”. كما أكد الأسد لأنان أن “أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة”. وأشار الرئيس السوري إلى أن “النجاح في أي جهود يتطلب أولا دراسة ما يحدث على الأرض عوضا عن الاعتماد على الفضاء الافتراضي الذي تروج له بعض الدول الإقليمية والدولية لتشويه الوقائع وإعطاء صورة مغايرة لما تمر به سوريا”. وكان التليفزيون السوري الرسمي ذكر في وقت سابق أن اللقاء الذي جمع الأسد بأنان سادته “أجواء إيجابية”. ميدانيا، قتل 62 شخصا في سوريا السبت، معظمهم في محافظة إدلب (شمال غرب) التي شهدت عملية اقتحام لقوات النظام للمدينة وعمليات عسكرية واسعة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في بريطانيا.