عقب الهجوم الذي تعرضت له الصحفية لارا لوجان في ميدان التحرير في القاهرة – فبراير الماضي – ولدت فكرة إصدار كتاب يحوي تجارب 40 صحفية في أكثر من 12 بلداً، يتضمن نصائح وإرشادات أمان للنساء اللاتي يعملن في المناطق الخطرة، وقدم المعهد الدولي لسلامة الإعلاميين بنشر الكتاب الذي يعد الأول من نوعه تحت عنوان “أرض ليست للنساء – على الخطوط الأمامية مع الإعلاميات” على حسب ما نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية. وقد قام الكتاب بتغطية عدة مجالات مثل النزاعات والكوارث والإضطرابات المدنية والفساد والإرهاب، ولا تزال تلك القضايا مشتعلة حتى هذه اللحظة، حتى يناسب الجميع. وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من أن بعض المخاطر قد لا تخص جنس النساء وحدهن كالقتل مثلاً، لكن هناك مخاطر تخص المرأة وحدها مثل حالة “لوجان”، التي تعرضت للتحرش من قبل حوالي 300 رجل كما قالت “أريد من الجميع أن يعرفوا أني لم أهاجم هكذا ببساطة، لقد تعرضت لاعتداء جنسي، تجمعوا حولي منذ اللحظة الأولى كامرأة ولكني في نهاية الأمر كنت بالنسبة لهم مجرد أداة “. كما يعرض الكتاب لتجارب صحفية نسائية أخرى مثل الصحفية الصومالية فطومة نور التي تصف التحديات الهائلة – الشخصية والثقافية – التي واجهتها:”جئت من مجتمع محافظ للغاية، وليس من السهل التعامل كصحفية أنثى، ليس بسبب المجتمع فقط ولكن لأن بعض أفراد الأسر هناك لديهم تحفظات على مهنتي”، تضيف فطومة ” لقد قمت بتغطية للجالية الصومالية في كينيا والصومال، حيث يعتبرون في ثقافتهم أنه من الخطأ للمرأة أن تسأل الرجال وتسافر في أنحاء العالم دون أن يكون لها زوج أو أسرة، وبالرغم من هذا ذهبت إلى بيت للدعارة السرية الصومالية في نيروبي، وتم إختطافي بواسطة المسلحين الإسلاميين من نيروبي إلى الصومال”. كذلك أكدت الصحفية الباكستانية شميلة جعفري أهمية كونها تعمل كصحفية في بلد كبلدها، وأنها قامت بتغطية زلزال 2005 في كشمير وكتبت عنه قائلة “لازلت أتذكر إمام مسجد محلي في إحدى المناطق، أصدر فتوى بأنه لايجوز للرجال المتدينين أن يتزوجوا من نساء يعملن في المناطق المتضررة من الزلزال”. هذا ويقدم الكتاب حلولاً للمشاكل التي تنتج بسبب إختلاف الثقافات خاصة مع إختلاط الثقافة الغربية بالشرقية، ويؤكد أن هناك أبواب كثيرة تفتح للصحفية، ما كانت تفتح لزميلها الرجل، حيث كتبت كارولين وايت مراسلة “بي بي سي” خلال عملها في شمال افغانستان أنهم رحبوا بهن – كنساء – في بيوت كثيرة وسمعوا أخباراً وصوروها وانعكس ذلك برؤية مختلفة للحروب، وأضافت وايت ” تركيزنا على القنابل والرصاص أصبح أقل، وركزنا أكثر على ما يعنيه نهاية حكم طالبان في الشمال للأسر التي التقينا بهم ولمستقبلهم”. بينما ترى زميلتها ليز دوسيت وجهة نظر أخرى، حيث قالت ” نحن لا نعامل مثل النساء في تلك الأماكن، أو حتى كالرجال، في المجتمعات التقليدية، حيث للضيافة أيديولوجيتها الخاصة، يمنحونا الامتيازات الخاصة بالضيوف”. وقد احتفى موقع ” جلوبال بوست” بهذا الكتاب وشجاعة الصحفيات في تغطية الأخبار بالأماكن الخطرة، في إطار احتفاله باليوم العالمي للمرأة، واحتفت كاتبة التقرير ب”ماري كولفن” الصحفية ب ” الصانداي تايمز ” البريطانية، و”جين ماكينزي” مراسلة ” جلوبال بوست” في أفغانستان والتي أعدت تقريرا نشر في الموقع نفسه باسم ” السجن مدى الحياة: المرأة والعدالة في أفغانستان”. وقد اشار الموقع أن عائدات مبيعات هذا الكتاب سيتم إستخدامها في تدريب الصحفيات على إتخاذ إجراءات السلامة أثناء تغطيتهم للأماكن الخطرة.