بعد توقف دام عامين ونصف، استأنفت روسيا أمس، رحلاتها الجوية المباشرة إلى القاهرة، بعد تعليق حركة الملاحة الجوية؛ إثر تفجير طائرة ركاب فوق سيناء عام 2015، أسفر عن مقتل أكثر من 200 سائح روسي. واستقبل مطار القاهرة الدولي، أولى الرحلات لشركة إيروفلوت الروسية، رقم 4000 من مطار "شيريميتييفو" وعلى متنها 160 سائح روسي، وفي المقابل، وذكرت شركة مصر للطيران، أنها تستعد لاستئناف رحلاتها إلى موسكو، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا، مثل الخطوط الروسية. وأجرى ضباط روس الثلاثاء الماضي، جولة تفتيش أخيرة في مطار القاهرة للتأكيد من تنفيذ مصر مطالبهم بشأن عودة الرحلات الروسية، ومنها تخصيص مبنى (رقم 2) استقبال وسفر الرحلات المصرية والروسية، ووجود تفتيش روسي. وقال نبيل زكي، المتحدث الرسمي لحزب التجمع، إن عودة الطيران الروسي يحمل عدة رسائل إيجابية؛ أولها اعتراف موسكو بأن إجراءات الأمن والسلامة في المطارات المصرية سليمة 100%، ليس بناء على تقارير محلية فقط، لكن بالتعاون مع البعثات الروسية، التي كانت متواجدة خلال الثلاث أعوام الماضية؛ لمراقبة ومتابعة إجراءات التأمين التي نفذتها الإدارة المصرية. وأضاف زكي ل"البديل"، أن استئناف الرحلات رغم أهميته لإنعاش السياحة التي تعتمد في قطاع كبير منها على السياح الروس، يعزز مستقبل العلاقات بين البلدين التي ستشهد طفرة في اتجاه تعميق التعاون على المستوى الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي. وأكد المتحدث الرسمي لحزب التجمع، أن روسيا تضع آمالا كبيرة على الدولة المصرية وقيادتها السياسية ودورها بالمنطقة، في ظل تقارب المواقف تجاه الدفاع عن سيادة الدول في منطقة الشرق الأوسط ومحاربة الجماعات الإرهابية، خاصة في سوريا، مطالبا بضرورة توسيع العلاقات الثقافية بين البلدين خلال الفترة المقبلة من أجل توطيد العلاقات الثنائية. وأوضح معتز السيد، نقيب المرشدين السياحين سابقا، أن مصر لا تستطيع الاستغناء عن السياحة الروسية، التي تشكل 35% إلى 40% من إجمالي الوافدين، حيث وصل عدد السياح الروس قبل حادث الطائرة المنكوبة حوالي 3 ملايين، ما حقق توازنا وأنقذ عددا كبيرا من المنشآت السياحية والفنادق والعاملين بالقطاع من الضرر بعد ثورة 30 يونيو. وأردف السيد ل"البديل"، أن السياحة الروسية تحقق عائدا بنسبة 2 ونصف مليار جنيه سنويا للدخل القومي، ومن ثم عودة الطيران الروسي تمثل انفراجة نحو تحسين أوضاع السياحة والاقتصاد معا، قائلا: "إذا نجحت الدولة في دعمها وتنظيم برامج مميزة للسياح، سوف نحقق دخلا يجعلنا نستغني عن قرض صندوق النقد الدولي"، لافتا إلى نشاط الحركة أكثر مع استئناف خطوط الطيران إلى الغردقةوشرم الشيخ والأقصر وأسوان، وليس مطار القاهرة فقط. وطالب نقيب المرشدين السياحين سابقا، بضرورة تسهيل رحلات الشارتر منخفضة التكاليف التي تضخ أعدادا كبيرة من الوافدين الروس، كما طالب وزارة السياحة بالاستفادة من أزمة توقف السياحة الروسية من خلال فتح أسواق جديدة، خاصة في دول جنوب شرق آسيا كالصين وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها، مشددا على ضرورة اتحاد شركات السياحة المصرية في تعاملها مع الوافدين، وليس شريك من الباطن لصالح شركات سياحة أجنبية، كما كان يحدث طوال السنوات الماضية، حيث كانت الشركات المصرية تعمل كوسيط أو من الباطن لأخرى تركية في جذب السياح الروس. وأعرب السيد عن تفاؤله باستئناف الطيران الروسي، الذي يعد بمثابة اعتراف كامل باستكمال مصر جميع النواقص الخاصة بتأمين المطارات، ورسالة طمأنينة لكل دول العالم التي تضع مصر على قائمة الدول الخطرة أو المناطق غير الآمنة، كما يحفز السياحة من دول أخرى كإنجلترا وفرنسا وغيرهما من الدول الأوروبية وأمريكا، مطالبا الإعلام وهيئة تنشيط السياحة بالترويج ونشر صور الأماكن السياحية مكتظة بالسائحين؛ للتشجيع على زيارة مصر. ورحبت النائبة سحر طلعت مصطفى، رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، بعودة رحلات الطيران الروسي إلى مصر، بعد جهود كبيرة للدولة بجميع مؤسساتها، مؤكدة في بيان لها، أن عودة رحلات الطيران الروسي يعني عودة الثقة في الأمن والأمان والاستقرار لمصر والاعتراف الدولي بأن تأمين المطارات يتماشى مع المعايير العالمية المتبعة بمختلف دول العالم، ومضيفة أن عودة رحلات الطيران الروسي إلى مصر يساهم في دعم علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاستثمارية والتجارية والصناعية وغيرها. كان مصر وروسيا وقعتا في منتصف شهر ديسمبر 2017، بروتوكول استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، تضمن استئناف الرحلات أولًا إلى مطار "القاهرة الدولي"، بعدها إلى مطارات المنتجعات السياحية مثل شرم الشيخوالغردقة".