حادث إرهابي جديد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته، وقع في جنوبفرنسا، أمس الجمعة، وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 16 آخرون، خلال عملية إطلاق نيران واحتجاز رهائن نفذها مسلح أعلن انتماءه لتنظيم "داعش" داخل سوبر ماركت في بلدة "تريب" الواقعة قرب مدينة كاركاسون جنوب غرب فرنسا. وقالت الشرطة الفرنسية، إن المنفذ قام بسرقة سيارة وقتل قائدها ثم فتح النيران على عدد من رجال الشرطة قبل أن يتوجه إلى المتجر ويقتل أحد العاملين وأحد الزبائن، ثم قام باحتجاز الرهائن وظل يصيح أنه أحد جنود داعش. وطالب منفذ الهجوم أثناء احتجازه للرهائن بالإفراج عن صلاح عبد السلام، المهاجم المشتبه به في هجمات باريس التي نفذت في نوفمبر 2015، وأسفرت عن مقتل نحو 130 شخصا، ثم تمكنت الشرطة الفرنسية من اقتحام المتجر وقتل الإرهابي وتحرير الرهائن. وكشف وزير الداخلية الفرنسية جيرار كولوم، في تصريحات للصحفيين، تفاصيل مهمة عن منفذ الهجوم، وأشار إلى أنه يبلغ من العمر 26 عاما ويدعى رضوان لكديم، من مدينة كاركاسون القريبة من منطقة تريب، وصدرت بحقه بعض مذكرات توقيف، ومتهم بجرائم صغيرة وحيازة مخدرات، وهو بالتالي كان مكشوفا للأجهزة الأمنية، وأنه خطط ونفذ الهجوم بمفرده ولم يكن لديه شركاء. ماكرون يعود من بروكسل فور سماعه خبر الهجوم، عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من بروكسل، حيث كان يشارك في أعمال قمة الاتحاد الأوروبي، للوقوف على آخر تطورات الموقف والتضامن مع الضحايا، وقال ماكرون، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب عودته: "بلادنا تعرضت اليوم لعمل إرهابي". وتابع: "أريد أن أؤكد لشعبنا هذه الليلة حزمي الشامل لقيادة هذه المعركة، وأهيب بمواطنينا أن يكونوا مدركين لوجود التهديد الإرهابي، وكذلك بالقوة والمقاومة اللتين يظهرهما شعبنا كل مرة يتعرض فيها لهجوم". هجمات استهدفت فرنسا الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له فرنسا، أمس، لم يكن الأول من نوعه، فقد تم استهداف فرنسا بالعديد من الهجمات في الأعوام الثلاثة الماضية، وأعلنت "داعش" مسؤوليتها عن أغلبها، ففي أكتوبر 2017 تعرضت امرأتان لطعنات قاتلة في محطة القطارات في مدينة مارسيليا، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. وفي يوليو من العام نفسه، قام شخصان بجز عنق رجل دين في كنيسته الواقعة في بلدة سانت إيتيان دي ورفراي بنورماندي، وقتل المهاجمان بنيران الشرطة، كما صدمت شاحنة حشدًا من الناس في مدينة نيس، أثناء الاحتفال بيوم العيد الوطني "الباستيل" في يوليو 2016، وأدى الحادث إلى مقتل 84 شخصًا وإصابة العشرات وكان سائق الشاحنة من أصل تونسي، وقُتل بنيران الشرطة، فيما تبنى داعش الحادث فيما بعد. وفي نوفمبر 2015 هاجمت مجموعة من مسلحي تنظيم داعش الاستاد الوطني وعددا من المقاهي وقاعة باتاكلان للحفلات بالقنابل والأسلحة الرشاشة، مما أسفر عن مقتل 130 شخصا وجرح 350 آخرين. وهاجم مسلحان مقر مجلة شارلي إيبدو الساخرة، التي سبق ونشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد، وقتلا 17 شخصا، وقتل مسلح آخر شرطية في اليوم التالي، في يناير 2015.