شاهد على حضارة وعراقة وهوية مصر الخالدة، يتعرض هذه الأيام لمحاولات خسيسة لمحوه من الوجود.. ذلك هو منزل الشاعر الكبير أحمد رامي، الذي شهد مولد أروع القصائد والأغاني التي شدت بها سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم. في شارع محمد نبيل السباعي بحدائق القبة، توجد الفيلا التي اشتراها أحد المستثمرين العقاريين من ورثة الشاعر الكبير، والتي تم إدراجها بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري في عام 2009 ضمن المباني المميزة معماريا برقم 01060000002، وصدرت توصية من لجنة التنسيق بمحافظة القاهرة بسرعة وضرورة ترميم المبنى إنشائياً لحمايته من السقوط، خصوصا بعد أن تقدم المالك الجديد للعقار بتظلم إلى جهاز التنسيق الحضاري لرفع المبنى من قائمة الحصر وتم رفضه. سمير غريب، رئيس الجهاز السابق بمحافظة القاهرة طالب باتخاذ الإجراءات القانونية ضد مالك العقار لمحاولته تخريب المبنى متعمدًا بعد صدور قرار اللجنة برفض التظلم وإبلاغ النيابة العامة للتحقيق مع صاحب العقار؛ امتثالًا للقانون، حيث إن المبنى ذو طراز معماري متميز، فضلًا عن ارتباطه بشخصية تاريخية كأحمد رامي. سكان المنطقة أكدوا في وقت سابق أن مالك العقار قرر إزالته باستخدام الأحماض الهيدروكلوريكية؛ وهي الفكرة التي أشار بها أحد سماسرة العقارات كحيلة تؤدي إلى تآكل الأعمدة الخرسانية، الأمر الذي سينتج عنه انهيار المنزل بشكل سريع. الباحثة الأثرية سالي سليمان، قالت إن فيلا الشاعر أحمد رامي لم تسجل كأثر وإنما مسجلة كتراث معماري، مشيرة إلى أنها لا زالت قائمة كما هي ولم تتعرض إلى الهدم كما أشيع، وأضافت أنها شنت، عبر صفحة "البصارة" التي تهتم بالتاريخ الأثري، حمله ضد المالك الجديد للفيلا الذي كان ينوي هدمها منذ 3 سنوات وتم منعه، كما تم تسجيل محاضر قانوينة بكل ما حدث، مؤكدة أن الوضع من وقتها حتى الآن قائم كما هو. الدكتور محمد الكحلاوي، أمين اتحاد الأثريين العرب، قال إن القانون رقم 144 يحمي المباني ذات الطابع المعماري وليست المسجلة كأثر من أي عمليات هدم أو تخريب من قبل أي شخص أو جماعة، وأضاف أن الأمر كله بيد الحكومة وهي المسؤولة عن حماية مثل هذه المباني التي لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها إذا هدمت أو حدث لها أي ضرر. صورة 3