تتيح زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تستمر لمدة 5 أيام، فرصة له للراحة والابتعاد عن قضايا الفساد والاحتيال واستغلال السلطة التي تلاحقه، بعد أن أقدمت الشرطة الإسرائيلية على استجوابه لأول مرة هو وزوجته الجمعة الماضية. نتنياهو، التقى أمس في واشنطن، ضمن برنامج الزيارة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث بحثا المشاكل السياسية الإسرائيلية وعلى رأسها تهم الفساد الموجهة لنتنياهو، بجانب أزمة قانون التجنيد، والميزانية التي قد تتسبب في إجراء انتخابات مبكرة. ويعقد نتنياهو، على لقائه بترامب، أمالا كبيرة، خاصة وأنه يعتبره "صديقه الحقيقي"، ويرى محللون أن اللقاء يعطي دفعة لنتنياهو ويرفع من أسهمه، خصوصًا وأن ترامب ونتنياهو لديهما نفس التوجه الأيديولوجي الشعبوي المحافظ، كما يواجه الاثنان انتقادات على المستوي الداخلي، بسبب شبهات تورط حملة ترامب الانتخابية مع روسيا، وقضايا فساد نتنياهو. التجنيد والميزانية يواجه بنيامين نتنياهو، تكهنات بانهيار الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، إثر خلاف الائتلاف الحكومي على تعديل قانون التجنيد الإلزامي وعدم إقرار الموازنة المالية لعام 2019. وزاد وزير المالية الإسرائيلي موشي كحلون، من الضغوط على نتنياهو، بعدما هدد بحل الائتلاف الحكومي الحالي، والذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، إذا قام أحد أطراف الائتلاف بعرقلة التصويت على تمرير موازنة عام 2019. وترفض الأحزاب المتدينة في الكنيست، وهي ممثلة بالائتلاف الحاكم، التصويت على الميزانية وتمريرها واشترطوا إلغاء أو تعديل قانون يهدف إلى ضم المتدينين في إسرائيل لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية، مقابل الموافقة على الموازنة. ودعا نتنياهو، شركاءه في الحكومة لتبني حل وسط يضبط مشروع القانون الجديد الذي طرحه المتدينون بشأن الخدمة الإلزامية في الجيش تفاديًا لحل الائتلاف وإجراء انتخابات مبكرة. ويرى المختصون بالشأن الإسرائيلي أن هذه الزيارة التي تستغرق 5 أيام تكفل لنتنياهو هروبا مؤقتا من الأزمات الداخلية، لكنه في نهاية الأمر سوف يعود مجددا إلى تل أبيب، ليجد الأزمات كما هي دون أي حلحلة تنهي الصراعات الداخلية بين الأحزاب الإسرائيلية أو الشرخ الذي يعاني منه ائتلافه الحكومي. ويستهدف نتنياهو من الزيارة حصد أكبر مكاسب ممكنة، حتى يعود إلى تل أبيب بنشوة المنتصر، أملا في منع اتجاه الأمور نحو انتخابات مبكرة قد يفقد فيها ما تبقى من شعبيته التي تراجعت خلال الفترة الماضية بشكل لافت، نتيجة قضايا الفساد التي تلاحقه.