تعاني المستشفيات الجامعية من أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية بصورة واضحة، في ظل تردد آلاف المرضى عليها سنويًا، وحسب آخر الإحصاءات تستقبل مستشفيات جامعة القاهرة 37 ألف مريض شهريا بوحدات الاستقبال، في حين تستقبل العيادات الخارجية 92 ألف مريض لإجراء الكشف الطبي والفحوصات، وقد امتد العجز في الأدوية والمستلزمات ليشمل المحاليل، الصمامات القلبية، السرنجات، الصبغات المستخدمة في الأشعات. نقص الأدوية والمستلزمات الطبية أدى إلى رفع أسعار الكشوفات في المستشفيات الجامعية في محاولة لسد بعض العجز في المستلزمات، وأقر مجلس إدارة قطاع المستشفيات الجامعية بالإسكندرية، نهاية العام الماضي، رفع أسعار تذاكر الدخول الوحدات التخصصية بجميع المستشفيات التابعة للجامعة والبالغ عددها 10 مستشفيات بنسب متفاوتة، تزامناً مع ارتفاع الأسعار الخاصة بالأدوية والمستلزمات الطبية المتنوعة وتعويم الجنيه، في محاولة لتقديم خدمة طبية جيدة للمرضى في ظل الإمكانيات والموارد المتاحة. وأصدر مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بالإسكندرية أيضا قرارا برفع أسعار أكياس الدم ومشتقاته ببنك الدم الجامعي الرئيسي بالشاطبي، لمرضى العلاج بالأجر الكامل، ووفقًا للقرار ارتفع سعر كيس الدم ل350 جنيهًا، والصفائح ل100 جنيه، والبلازما ل200 جنيه، وكرات مفلترة ل450 جنيهًا، وصفائح مجمعة "6 وحدات مجمعة" ل1200 جنيه، وصفائح مفلترة ل400 جنيه. الدكتور نبيل عبد المقصود، مدير مستشفى القصر العيني الفرنساوي، أكد أن ملف المستشفيات في مصر وسوق الأدوية أصبح يعاني من أزمات شديدة، مشيرا إلى أن زيادة أسعار الكشوفات بالمستشفيات الجامعية ليست بالزيادة التي يتخوف منها المرضى، فهي بسيطة مقارنة بالمستشفيات الأخرى الخاصة والاستثمارية، بحسب قوله، موضحا أن الأمر يرجع في النهاية إلى المنظومة الصحية بشكل عام. ويرى الدكتور أحمد شوشة، عضو مجلس نقابة الأطباء سابقا، أن المستشفيات الجامعية تأتي في المرتبة الثانية بعد المستشفيات الحكومية من حيث تقديم خدمات صحية للمرضى غير القادرين على تكاليف العلاج، مضيفا ل"البديل" أن المريض الذي يتوجه إلى أي مستشفى جامعي غالبا ليس لديه إمكانيات مادية للعلاج في المستشفيات الخاصة، وهو الأمر الذي يدفعه للجوء إما للمستشفيات الحكومية أو الجامعية، وقال: معنى أن تقرر المستشفيات الجامعية رفع أسعار الكشوفات بها فالأمر يعني إرهاق المرضى بشكل عام، وأكد شوشة أن الحديث عن مجانية الصحة في مصر مجرد حديث عار تماما من الصحة فمصر ليس بها علاج مجاني بالمعنى الشامل. يذكر أن المستشفيات الجامعية خرجت من التصنيف العالمي باستثناء مستشفيين تابعيين لجامعة عين شمس، مما دفع النائب سعيد حساسين، للتقدم بطلب إحاطة إلى الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، لعدم تحقق معايير الجودة داخل المستشفيات الجامعية، مطالبا الوزير بدراسة ذلك الملف ومعرفة كافة أوجه القصور وعلاجها.