عادت أزمة نقص الدم لتؤرق مرضى محافظة الإسكندرية من جديد، خاصة عقب القرار الذى أصدره مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بزيادة أسعار أكياس الدم ومشتقاته ببنك الدم الرئيسى بالشاطبي، لمرضى العلاج بالأجر الكامل، وهو ما أثار حالة من الجدل بين المرضى وذويهم. ووفقًا للقرار، الذى نشر فى جميع المستشفيات، ارتفع سعر كيس الدم إلى 350 جنيهًا، والصفائح بلغ سعرها 100 جنيه، والبلازما 200 جنيه، والكرات المفلترة 450 جنيهًا، والصفائح المجمعة «6» وحدات مجمعة 1200 جنيه، وصفائح مفلترة 400 جنيه. ويقول نجاح هاشم، أحد المرضي، إنه حضر إلى بنك الدم فى مستشفى الشاطبى لشراء دم وبلازما، وفوجئ بالموظف يخبره بوجود تسعيره جديدة للمرضى الذين لايتلقون العلاج فى المستشفيات الجامعية، وقام بإطلاعه على منشور يوضح الأسعار الجديدة، مضيفًا «لم يكتف المستشفى بوضعنا على قوائم انتظار فرفع الأسعار». ويضيف «نجاح» إنه يتلقى العلاج عند أحد الأطباء ويحتاج إلى شراء أكياس دم، وفى السابق كان يلجأ إلى «الشاطبي» هربًا من جشع المستشفيات الخاصة، والسوق السوداء تؤرق المترددين على المستشفيات الحكومية، مشيرًا إلى أن الأسعار الجديدة ستمثل عبئا إضافيا لا يستطيع تحمله. ويقول إبراهيم حامد، موظف، إن شقيقه سوف يجرى عملية جراحية فى المستشفى الرئيسى الجامعى «الأميري» إلا أنه فوجئ بإدارة المستشفى تطالبه بإحضار متبرعين يحملون نفس فصيلة دم شقيقه قبل البدء فى إجراء العملية. ويضيف «حامد» إنه لم يجد سبيلًا للحصول على متبرعين سوى إطلاق دعوة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» خاصة أن شقيقه يحمل فصيلة دم نادرة. وفى المقابل، ينفى الدكتور وائل عبد السلام، رئيس الإدارة المركزية للمستشفيات الجامعية بالإسكندرية، وجود قوائم انتظار طويلة من أجل حصول المرضى على أكياس الدم، مشيرًا إلى وجود بعض الفصائل النادر وجودها وذلك على مستوى العالم وليس الإسكندرية فقط، فأصحاب الفصائل السالبة عددهم قليل جدًا بالنسبة للفصائل الأخري. ويضيف «عبد السلام» فى تصريحات خاصة ل«الأهرام»، إن المستشفيات الجامعية لديها مخزون استراتيجى من أكياس الدم يكفى لإسعاف مرضى قسم الطوارئ والحوادث، موضحًا أن المركز الرئيسى التابع لجامعة الإسكندرية مقره مستشفى الشاطبى وهو يشهد إقبالا كبيرا من مرضى القطاع الخاص نظرًا لثقتهم الكبيرة فيه. وعن اشتراط المستشفى إحضار متبرع مقابل الحصول على أكياس الدم، أكد «عبد السلام» إن هذا أمر طبيعى ومتبع فى الغالبية العظمى من المستشفيات، حتى تتمكن من الحفاظ على المخزون الاستراتيجى لديها، خاصة أن الحملات اليومية المستمرة التى تشنها لجمع الدم من متبرعين لا توفر الكم المطلوب لوجود أكياس يتم إعدامها لعدم صلاحيتها. ويشدد «عثمان» إنه لم ولن يتم المساس بحق مرضى التأمين الصحى وقسم الطوارئ والحوادث فى الحصول على أكياس الدم مجانًا، ويتحملون الرسوم الإدارية فقط وقدرها عشرون جنيهًا.