أعلن الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن الهيئة ستنظم خلال الأشهر المقبلة، عددا من معارض الكتب في المحافظات؛ أولها بدمنهور، ومقرر انطلاقه يوم 6 مارس الجاري، وسيتبعه معرض الإسكندرية في آخر الشهر ذاته، وبعدها تطوف الهيئة مجموعة من المحافظات، مثل المنيا وأسوان وسوهاج. ومن المعروف أن الهيئة نظمت العام الماضي معارض في بعض المحافظات، مثل معرض الشيخ زايد للكتاب بمدينة 6 أكتوبر، ومعرض دمنهور للكتاب بالبحيرة وغيرها، الأمر الذي يثير تساؤلات؛ أبرزها هل حققت نجاحا ملموسا على أرض الواقع، وجذبت جمهور القراء، أما أن الأمر كان مجرد شو إعلامي فقط. الشاعر والروائي أحمد سراج، قال إن فكرة إقامة معرض للكتاب في المحافظات جيدة في حد ذاتها، لكنها تفتقد الدراسة الجيدة ويشوبها تخبطات؛ فمثلا محافظة المنوفية، عيدها القومي في شهر يونيو، وهذا أنسب وقت لإقامة معرض فيها، ومحافظ الأقصر، يكون الإقبال عليها شديد في فصل الشتاء، الذي يعد أنسب وقت لإقامة معرض للكتاب، مشيرا إلى ضرورة التخطيط والدراسة وتضافر الجهود بين قطاعات وزارة الثقافة المختلفة للخروج بشيء يحقق فائدة حقيقة للجمهور على أرض الواقع. وأضاف سراح ل"البديل"، أن ما يحدث مجر شو إعلامي فقط؛ فمثلا معرض الكتاب الذي أقيم في دمنهور العام الماضي، لم يكن هناك أماكن متوفرة لمبيت الناشرين، وبعضهم اضطر إلى السفر والعودة بشكل يومي خلال فترة المعرض، متسائلا: هل سيتم تخصيص أجنحة للكتاب العربي في هذه المعارض كما يحدث معرض الكتاب؟ الدكتور مدحت الجيار الناقد الأدبي، أثنى على الخطوة بشكل كبير، معتبرا إياها خطوة على الطريق الصحيح لتوصيل الثقافة والمعرفة إلى المناطق المهمشة في مصر والتي تعاني من القصور الثقافي، مضيفا ل"البديل"، أننا في الوقت الحالي، افتقدنا فعالية ثقافية مهمة جدا، وهي القوافل الثقافية التي كانت يتم إرسالها إلى الصعيد والمناطق النائية لتوصيل المعرفة إلى راغبيها هناك. وتابع الجيار: "كانت القوافل بمثابة نقل المركزية الثقافية من القاهرة إلى المناطق الفقيرة ثقافيا، وحققت نتائج إيجابية مذهلة على أرض الواقع، فقد بدأ الشباب وقتها البحث عن مبتغاهم من الثقافة والمثقفين"، مقترحا استغلال مناطق بالصحراء الغربية والشرقية وعلى الطرق النائية بإقامة مكتبات ثقافية يستقي منها المسافر الكتب التي يملأ بها وقته أثناء سفره، مختتما: "الكتاب قادر على تغيير البشرية".