يشعل التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط التوترات ويبرز الخلافات بين قبرصوتركيا، ففي إطار السباق للحصول علي حصص الغاز دعت قبرص، على لسان رئيس مجلس نوابها ديمتريس سيلوريس، المجتمع الدولي للتصدي لأعمال تركيا الاستفزازية وغير المشروعة، بعد إجرائها مناورات عسكرية بالذخيرة الحية داخل المنطقة البحرية القبرصية والمجال الجوي الوطني ومنطقة معلومات الطيران للعاصمة "نيقوسيا" وإيقافها لسفينة تنقيب عن الغاز تعمل لصالحها. وذكرت وكالة أنباء قبرص، أن ديمتريس، بعث برسالة إلى رئيس البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد وإلي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن ورؤساء الاتحاد البرلماني الدولي، أعرب فيها عن قلق قبرص من التعدي التركي على المجالين البحري والجوي، معتبرًا أنه يخلق مناخًا من التخويف وعدم الثقة للشركات التي تعمل بشكل كامل وفق القانون الدولي في المنطقة الاقتصادية التي تعرف باسم الجرف القاري. وأشار ديمتريس، إلى أن النشاط التركي غير المشروع دليل على أن تركيا تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة ويمثل تحولا ضد سياسات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بتنويع مصادر إمدادات الطاقة والممرات الآمنة وأمن المنطقة. ودعا ديمتريس، المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على تركيا لتتوقف عن أنشطتها غير القانونية وتلتزم بالقانون الدولي وقواعد الاتحاد الأوروبي ومبادئه. الاتحاد الأوروبي يدعم قبرص وعلى خلفية المطالبة القبرصية بالتدخل بعد إيقاف البحرية التركية أثناء مناوراتها العسكرية التي جرت في البحر المتوسط سفينة تابعة لشركة "إيني" الإيطالية تعمل لصالح قبرص كانت في طريقها للتنقيب عن الغاز، استجاب عدد من زعماء الاتحاد الأوروبي، معربين عن تضامنهم مع قبرص، وقال دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، إن الاتحاد يدعو تركيا لوقف الأنشطة التي أدت إلى الحوادث التي وقعت في الآونة الأخيرة. وتحدث توسك، بعدما ألقى رئيس قبرص نيكوس أناستاسياديس، كلمة أمام باقي زعماء الاتحاد في بروكسل حول المواجهة التي وقعت مؤخرا بسبب حقوق موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط، مؤكدا أن اليونان وقبرص لهما الحق السيادي في التنقيب عن الموارد في شرق البحر المتوسط. الموقف التركي لم يصدر تعليق حتى الآن من تركيا حول الأزمة الحالية، إلا أنها تعهدت في وقت سابق بمنع القبارصة اليونانيين من التنقيب عن النفط والغاز حول الجزيرة، مدعية أن بعض المناطق قبالة سواحل قبرص تقع ضمن ولايتها، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد حذر شركات الطاقة الأجنبية من التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية. كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد صرح، من جانبه أن بلاده لن تعترف باتفاق ترسيم الحدود بين مصر وقبرص الموقع عام 2013، والذي تم بناء عليه تحديد المناطق الاقتصادية للدولتين في شرق البحر المتوسط والمنطقة الغنية بالغاز الطبيعي. ويرى مراقبون أن الاعتراض التركي على التنقيب في البحر المتوسط غير قانوني ويدل على رغبة تركيا في افتعال أزمات سوف تؤثر بالسلب على العلاقات الأوروبية التركية، وأن الاتحاد الأوروبي سيرفض أي تهديدات تمس أحد أعضائه وربما يتدخل سياسيًا عبر فرض عقوبات على أنقرة في حال تمادت في معاداتها لنيقوسيا. يذكر أن قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، مقسمة منذ اجتياح تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974 إلى جزئين، الأول ذي أغلبية سكانية يونانية في الوسط والجنوب، والثاني ذي أغلبية تركية في الشمال، وتفصل بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك منطقة عازلة تحت إشراف الأممالمتحدة، وبينما تحظي جمهورية قبرص اليونانية باعتراف دولي، فإن تركيا هي الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية.