الحرنكش، أو "الست المستحية أو المستخبية" كما يطلق عليه البعض، هو أحد الخضر التي تجود زراعتها في الأراضي الصحراوية بإنتاجية تقدر ب20 طنا للفدان، وعلى الرغم من تميز الصنف المصري منه وأهميته التصديرية لإقبال الأسواق الأوروبية والأمريكية عليه لتعدد فوائدة، فإنه لا يتم إنتاجه بشكل كبير. ويمتاز الحرنكش بإرتفاع القيمة الغذائية للعصير خصوصا فيتامين ج "حمض الإسكوربيك" الذي يقارب في مستواه الموالح كالبرتقال والليمون، بالإضافة إلى ارتفاع محتوى العصير من الفيتامينات الأخرى والألياف ومضادات الأكسدة الطبيعية، والتي تقاوم العديد من الأمراض كالسكر، وارتفاع الكولسترول في الدم، وارتفاع الضغط. ووفقا لدراسة أجراها الدكتور محمد فوزي رمضان حسانين، أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق، فإنه يمكن الاستفادة من مخلفات تصنيع العصير المتمثلة في البذور والقشرة، لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين والزيت مرتفع القيمة الغذائية، ويعد الحرنكش من الثمار الغنية بالأحماض الدهنية الأساسية لتغذية الإنسان، وبمضادات الأكسدة الطبيعية، لذلك يمكن استخدام هذا الزيت في العديد من الصناعات الغذائية والدوائية ومستحضرات التجميل المختلفة. وقال الدكتور جمال أبو ستة، أستاذ بحوث الخضر الذاتية بمعهد بحوث البساتين، إنه على الرغم من عدم انتشار زراعة ذلك المحصول بشكل موسع في مصر مقارنة بالمحاصيل الأخرى الشائعة، فإن الحرنكش ستكون له أهمية كبيرة في المستقبل القريب كأحد الخضر الرئيسية الموجهة للتصدير لإمكانية زراعته في الأراضي الصحراوية، ومقاومته للأمراض "الفيروسية – الفطرية" طوال فترات نموه، لافتا إلى أنه يمكن الاستفادة من مخلفات تصنيع العصير منه، والمتمثلة في البذور والقشرة، لأنها تحتوي على نسبة عالية من الزيوت ذات القيمة الغذائية المرتفعة. وأوضح أبو ستة، أن المزارعين في مصر يحجمون عن زراعته نتيجة مشاكله التسويقية وعدم استخدامة في الصناعات الغذائية، هذا بجانب عدم قدرتهم على تصديره للخارج، مطالبا بإنشاء اتحادات نوعية لمزارعي الحرنكش تتبنى رسم خطط الإنتاج للمزارعين لتحديد المساحات ومواعيد الإنتاج تبعاً لدراسة السوق المحلي أو التصديري، ويمكن أن يلعب معهد بحوث البساتين دوراً كبيراً في زراعة وتطوير هذا المحصول الواعد من خلال ما لديه من برامج وأساليب مختلفة للزراعة تتناسب مع الظروف البيئية المختلفة سواء أراض صحراوية أو أراضي وادي النيل، خاصة أن هذا النبات تنجح زراعته في معظم أنواع الأراضي، وتنمو بسهولة في جميع أنواع التربة، وكذلك بالأراضي الفقيرة أو في الأصص، وكل ما تحتاجه موسم نمو دافئ طويل خال من الصقيع، فهو في زراعته يشبه زراعه الطماطم ويتكاثر بالبذور التي تزرع في المشتل أولا، ويلزم نحو (15-20جم) فقط من البذور لإنتاج شتلات تكفي لزراعة فدان، ويكون الشتل بعد نحو شهرين من زراعة البذور. وأشار أستاذ بحوث الخضر الذاتية، إلى أن الحرنكش من المحاصيل التي يمكن حفظها لفترات طويلة تصل إلى ما يقارب الشهرين دون تعرضه للفساد مما يساعد على توجيه هذه الفاكهة للعديد من الصناعات الغذائية، لما يتميز به من قيمة غذائية عالية للنبات، كذلك يمكن تخزينه لفترات طويلة في درجات حرارة منخفضة (5-10) درجات مئوية، ورطوبة نسبية معتدلة تتراوح ما بين (80-90%) للحفاظ على الثمار وغلافها الكأسي على حالتها الطازجة.