في ظل الموقف المعادي الذي تتخذه الولاياتالمتحدة تجاه الدولة الفلسطينية منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والانحياز الكامل للكيان الصهيوني، واتخاذ القرارات الأحادية والمخالفة للمواثيق والمعاهدات الدولية، وفي محاولة جديدة لتشويه النضال الفلسطيني، وإثنائه عن مواصلة مسيرته لطرد المحتل، أدرجت وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكية في بيانين منفصلين، اسم رئيس المكتب التنفيذي لحركة حماس، إسماعيل هنية، علي قوائم الإرهاب، وعلي قائمة العقوبات الأمريكية ضد الشخصيات والتنظيمات الإرهابية. وأعلن منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، السفير ناثان سيلز، في كلمته خلال مؤتمر للأمن في تل أبيب، أمس الأربعاء، أن "الإدارة الأمريكية أدرجت زعيم حركة حماس إسماعيل هنية على قوائم الإرهاب"، متابعا أن "هنية متورط في هجمات عديدة ضد مواطنين إسرائيليين، وعضو في حركة حماس منذ 1980". كما أعلنت وزارة المالية الأمريكية عن إدراج إسماعيل هنية، وحركة الصابرين الفلسطينية، وحركتي حسم ولواء الثورة المصريتين، ضمن قائمة العقوبات المفروضة من الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الشخصيات والتنظيمات الإرهابية، وتجميد كل الممتلكات والحسابات داخل الولاياتالمتحدة إن وجدت، بالإضافة إلى منع الأمريكيين من التعامل معهم. استنكار فلسطيني أدين القرار الأمريكي بإدراج إسماعيل هنية على قوائم الإرهاب ووضع قيود على ممتلكاته ومدخراته من جميع الفصائل الفلسطينية والشارع بشكل، معتبرين أن القرار لم يكن بالمفاجئ، علي اعتبار أن من اعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، لديه كل ما يكفي من العنجهية والانحياز الكامل للإسرائيليين لإصدار مثل هذه القرار، الذي سبقه قرارات أخرى أدرجت فيه بعض الشخصيات الفلسطينية على قوائم الإرهاب. وعبرت حركة حماس عن رفضها للقرار الأمريكي، وقالت في بيان لها "إن إدراج اسم هنية ضمن قائمة الإرهاب تطور خطير وخرق للقوانين الدولية التي منحت الشعب الفلسطيني حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال واختيار قيادته"، واعتبرت أن إصدار القرار في هذا التوقيت، يأتي في سياق علم أمريكا أن حركة حماس، وعلى رأسها إسماعيل هنية، تتصدر الجهات التي تعمل بكل السبل لإجهاض "صفقة القرن"، التي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية وطمس حق الفلسطينيين الثابت. وشددت الحركة على أن القرار يوفر غطاءً رسميًّا للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ويشجع على استهداف رموزه وعناوينه وقيادته، كما دعت الإدارة الأمريكية للتراجع عنه، والتوقف عن السياسات والمواقف العدائية التي لن تغير من الحقائق شيئا، ولن تثني الفلسطينيين عن الاستمرار في القيام بواجباتهم تجاه الشعب الفلسطيني والدفاع عنه وتحرير أرضه ومقدساته. ووصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب علاقاتها الوطنية، حسام بدران، القرار الأمريكي بالمثير للسخرية، قائلا "نحن كفلسطينيين لا نبحث عن شهادة حسن سلوك عند أمريكا"، مضيفا أن بعد القرار الأمريكي بشأن القدس، لم يعد أي موقف مستغرب أو مستبعد، والقرار ليس إلا محاولة فاشلة للضغط على المقاومة لإثنائها عن مواصلة النضال وطرد المحتل من أراضيها. ورفض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، القرار الأمريكي، ودعا في تصريح نشرته الصفحة الرسمية لحركة فتح على فيسبوك، إلى إزالة أسباب الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، ولمواجهة المخططات الهادفة لتصفية هذا المشروع. كما أدان الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، القرار الأمريكي، مؤكدًا أن حماس حركة مناضلة ولها إسهاماتها على الساحة الوطنية، وأنها جزء من النسيج السياسي والوطني والاجتماعي، معتبرة القرار ضد النضال الفلسطيني للدفاع عن حقوقه المشروعة، موضحا أن إسماعيل هنية، أحد القيادات الوطنية، وأن الموقف الأمريكي يعبر عن عدائه للفلسطينيين في شخصه، وينحاز كليا للكيان الصهيوني، ولم يعد وسيطًا في عملية السلام.